سعد الدوسري
مع ازدياد حدة مواسم الشتاء، تقل مناعة الأجساد ضد فيروسات الإنفلونزا، ويصبح المصاب بها يتنقل من دواء إلى دواء، ومن نصيحة عشبية شعبية إلى أخرى.
ماذا يقول الأطباء في هذه الحالة؟!
إن أهم ما يركز عليه الطبيب، عند معاينته المريض بإنفلونزا الشتاء، هو نوعية المسبب لهذا المرض، الذي قد يكون شديداً لدرجة لا يتوقعها أولئك الذين ينصحون بالزنجبيل لعلاجها! والمعاينة في الغالب، قد تستدعي إجراء تحاليل مكثفة، لمعرفة نوع الفيروس، بهدف وصف المضاد الحيوي المناسب له.
الإنفلونزا ليست كالزكام العارض، أو كالسعال الخفيف، فهي قد تتسبب في أمراض أكثر خطورة، كالالتهاب الرئوي، إن لم تعالج في حينها، العلاج الصحيح، وليس العلاج عن طريق وصفات الواتساب، التي تدعي أنها قادرة على علاج كل الأمراض، ابتداء من الأورام السرطانية، وحتى التوحد.
علينا أن ننتبه، صحتنا ليست سواليف، وليست حكايات تبحث عن الشهرة على السناب تشات، صحتنا أمانة في أعناقنا، إستأمننا الله عليها، فلا نفرط فيها بسبب تكاسلنا للذهاب للمختص في علاجنا. هذا المختص هو من سنحاكمه إن أخطأ، أما النجم السنابي، فمن سيحمله مسؤولية بحثه عن الشهرة، من خلال زنجبيله وليمونه؟! من سيجره للمحاكمة جراً، لأنه يفتي في الطب والقانون والشرع وعلم النفس والهندسة والصيدلة وربما الحمض النووي، دون أن يكون ملماً بجدول الضرب أو بأبجديات الإملاء؟!