د. صالح بكر الطيار
لا يخفى على أحد تعرض بلدنا المملكة العربية السعودية إلى حملات شرسة موجهة من الخارج وتحركها أياد خفية للنيل من سمعة المملكة ومكانتها الإستراتيجية وقوتها وموقعها على خارطة العالم في مختلف المجالات، وهي حملات إعلامية يقودها بعض ضعاف الأنفس للنيل من سمعة المملكة ويوجد في الخارج سفارات وقنصليات وممثليات عدة في مختلف أنواع التمثيل سواء الفردي أو الرسمي وهنالك آلاف الرعايا الذين يعيشون في الخارج والعديد من رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية والمثقفين، والكل أمام جبهة واحدة وكلهم مسؤولون أمام ذلك بكل أنواع المشاركة والتفاعل نرى دائما احتفالا كبيرا ومتابعة دؤوبة للفعاليات والأنشطة في الداخل والتي تقوم على إبراز دور المملكة وهنالك عمل داخلي لمواجهة الحملات الخارجية من الداخل وهو مبارك ولكن هذه الفعاليات والمنتديات إن لم تعزز الوقوف في الخارج بفعاليات مماثلة وقوية ومتفاعلة فلن توقف هذه الحملات الشرسة الخارجية.
نتطلع إلى تغيير حلة العمل الخارجي فيما يخص الفعاليات بل أرى أن تبادر السفارات بمختلف فروعها وأنشطتها وأيضا مؤسسات المجتمع السعودي التي تعمل في الخارج والمثقفين وأصحاب العمل في الخارج والإعلام بتوفير خطط إستراتيجية متكاملة للإعلام الخارجي في كل تفاصيلها للرد على هذه الحملات وتنظيم فعاليات مضادة لمثل هذه الحملات الشرسة في حين أن هنالك العديد من الشعوب في الخارج تود معرفة السعودية على مكانتها وخططها وفعالياتها وتراثها ومقوماتها.
أتذكر فعاليات معارض السعودية بين الأمس واليوم وبحكم إقامتي في فرنسا منذ سنوات فإني تذكرت الأعداد الكثيفة التي كانت تقدم وتتزاحم على بوابات هذه المعارض أيام إقامتها نتطلع إلى إعادة هذه المعارض للواجهة من جديد لتكون أحد مناحي إبراز دور وثقافة المملكة والتراث السعودي وتفعيل دور التاريخ والحاضر والمستقبل لوطني الحبيب أمام هذه الشعوب التي سيتنامى في ذهنها الكثير والكثير عن السعودية ومكانتها وبالتالي تكون أحد أدوات ردع ووقف الحملات الإعلامية على المملكة وشعبها ومقوماتها، وأتذكر جيدا معرض المملكة بين الأمس واليوم الذي نظم في باريس عام 1985 والذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة الرياض رأيت بنفسي طوابير الزوار الفرنسيين والأجانب حرصا على الزيارة. كم نحن بحاجة ماسة جدا إلى إقامة هذه الفعاليات والمنتديات الخارجية التي يجب أن يدعى لها المخالف والخصم كفانا تفكيرا في الأصدقاء ويجب أن نحذر ممن يستعمل قلمه وفكره ضد المملكة لإقناعه بمشروعية مواقفنا أو بتحييده وهذا أضعف الإيمان.
الوطن في هذه الظروف والتحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي يواجهها في أمس الحاجة لكل مخلص وفي لها من أبنائها ومحبيها الغيورين عليهم أيا كانت مواقفهم لذا يجب أن يعاد النظر وأن يخطط جيدا في تحريك الفعاليات الخارجية لتدعم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وحتى نوقف الأعداء عند حدهم، حتى نكون متعاونين في توفير منصات متميزة للإعلام الخارجي والفعاليات التي يجب أن تكون متنوعة ومبتكرة ومستمرة بنشاط لدعم مواقف المملكة وسياساتها وكلمتها أمام العالم كلها حتى تعرف الشعوب والحكومات ذلك وحتى يرد كيد الحاقدين في نحورهم.