«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
خلال الأيام القليلة الماضية عاد المواطنون والمقيمون على حد سواء إلى خزانات ملابسهم، وحتى مستودعات بيوتهم لاستخراج ملابسهم الشتوية التي حفظوها خلال فصل الصيف. وكما هو معتاد في قدوم الشتاء فإنه يأتي بدون «إحم ولا دستور» رغم أن الأرصاد الجوي والحق يُقال بدأت في السنوات الأخيرة، وهذا أمر يُسجل لها تعلن عن حالة الطقس مما يساعد الجميع على توخي الحذر وحتى الاستعداد للطقس بأخذ الاحتياط المطلوب. من هنا تبدّلت وبسرعة ملابس الجميع من صيفية خفيفة إلى ملابس شتوية صوفية، بل هناك من ركض إلى الأسواق لشراء ما يحتاجه أو ما ينقصه من ملابس مناسبة لهذا الشتاء القارس.. وبالتالي ازدحمت أسواقنا بالمتسوّقين والمتسوّقات لشراء الملابس الشتوية الجديدة. على الرغم من أن بعضهم لديه الكثير من هذه الملابس لكن حب التغيير والبحث عن الجديد وراء هذا الإقبال والتسوق الشتوي، بل إن قدوم فصل الشتاء ساهم أيضاً في خروج كل ما له علاقة بالشتاء من: بطانيات ودفايات غازية وكهربائية وما أكثرها وتنوعها في مختلف أسواقنا ومحلاتنا التي تعرض العديد من أشكالها وأنواعها، حتى المأكولات ذات العلاقة الحميمة بالشتاء بدأت تستعرض عضلاتها بصورة لافتة في الأسواق ومراكز التموين.. وهي تكاد تنادي على المتسوّقين: تفضلوا لدينا ما يسركم ويدفئكم من مأكولات ومشروبات.. ولو نزل أحد من سكان العاصمة «الرياض» لسوق البطحاء القديم والشهير لوجد تظاهرة شتائية واضحة.. فخرجت من مستودعات متاجرها وحوانيتها كل ما له علاقة بالشتاء بدءاً بالملابس الصوفية من ثياب صوفية جاهزة وجاكيتات وأكوات عادية وطويلة، وحتى أكوات الفرو.. ومشالح الصوف.. والفنيلات والملابس الداخلية الصوفية وحتى غتر الشال وأغطية الرأس وقفازات اليدين مختلفة الأشكال والأنواع العادية والصوفية..والجميل أن أسواقنا ولله الحمد ومنذ تأسس هذا الكيان والتجارة فيها مفتوحة والمجال واسع أمام جميع التجار والمستوردين فأنت تستطيع شراء ما تحتاجه من ملابس ولوازم شتوية على حسب إمكاناتك وقدراتك المالية. وحسب النوعية التي تفضلها، فهناك ملابس شتوية وأصواف أوروبية وصينية وأمريكية وحتى من دول عربية. كل شيء موجود ومتوفر.. فقط ادخل يدك في جيبك وادفع..؟!.
ومن جانب آخر تشهد محلات الخياطة والمشاغل النسائية حركة نشطة منذ أسابيع لخياطة الثياب الرجالية.. كذلك في المشاعل النسائية لتفصيل وخياطة الفساتين والجاكيتات الصوفية رغم وجود أنواع مختلفة في العديد من الأسواق، لكن البعض يفضل التفصيل لاختيار الألوان على ذوقه.. ومزاجه.. أو حتى ليكون مناسباً لمقاسه وعرضه وطوله.؟!
وبالمناسبة كانت أسواق البطحاء وقيصرية الهفوف.. وسوق عيال ناصر بالدمام وأسواق مكة وجدة والمدينة وبريدة وأبها كانت في الماضي وفي مثل هذه الأيام تُباع فيها «بالات» لملابس مختلفة من بقايا ملابس الجنود الأوروبيين وكانت أسعارها تكاد تكون ببلاش. أما اليوم ولله الحمد تجد أسواقنا (أسواق الخير) زاخرة بكل جديد ومتميز، بل راح بعضها ينافس بعض فيما يعرض فيها من آخر الموديلات والتصاميم والأنواع.. وفي السنوات الأخيرة ومع انتشار البيع عبر الإنترنت بات العديد من نساء وفتيات الوطن يشترين بعض ملابسهن من خلال المواقع العالمية التي تبيع من خلال بطاقات الائتمان.. ويتم توصيلها عبر شركات الشحن العالمية رغبة في تميُّزهن في اختيار ما يفضِّلنه من ملابس شاهدنها عبر النت.؟!