رقية سليمان الهويريني
دأبت المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على الالتزام والحفاظ على القوانين الدولية ومراعاة الجانب الإنساني في حروبها، ولم تتدخل قط في شأن داخلي لأي دولة ما لم يكن تهديداً لأمنها الذي يعد من أولويات إدارة الحكم.
ومنذ بدأت عاصفة الحزم لتأمين جنوب المملكة وتخليص اليمن من قبضة ميليشيا الحوثيين الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والحكومة السعودية تدعم المقاومة الشعبية لإقرار الشرعية وتحرص على التوازي بين عودة السلام لليمن وفي الوقت ذاته إشباع الحاجات الأساسية للسكان.
والمنصف يرى أن استمرار التحالف العربي في حربه لاقتلاع ميليشيات الحوثي هو حرص على استقرار اليمن والأمن لأركانه بما يمكِّن من قيام دولة اتحادية تضم كل أطياف المجتمع بعيداً عن الحزبية والمناطقية. ومحاربة وتحجيم كل أشكال الإرهاب التي يمكِن أن تنشر ضلالها في بلد يعج بالفوضى؛ هو ما يسعى له التحالف العربي بإعادة الأمل وعودة الحياة التي تليق بالشعب اليمني الشريف. وهو ما ينبغي إدراكه من لدن الجماهير المسحوقة التي تُشحن بالكراهية من قِبل الحوثي ضد قوات التحالف التي تنشد له السلام والاستقرار، وبالمقابل يسعى لتلميع صورته القذرة وصناعة الوهم والدجل والتضليل. وإدراك الشعب اليمني للهدف السامي للتحالف هو السند الذي سيجذبهم للتفاعل معه ويسارع بعودة الشرعية، وبعدها سيتحقق الحسم والنصر الذي تؤخره وتعرقله المليشيات الفاسدة.
إن رغبة الحوثي باستنزاف دول التحالف وإغراقها في مستنقع الحرب اليمنية وإطالة فترة الحرب وبقاء الوضع مضطرباً يعده مكسباً، من خلال استثمار معاناة اليمن وتوريط دول المنطقة بتهديدات قادمة من قِبل إيران وحلفائها وصولاً إلى إمكانية التدخل الروسي، وبالتالي جرّ دول التحالف إلى معركة طويلة! وهو ما يدعو للوقوف أمام خيارات صعبة؛ إما المضي بتحرير اليمن واستعادة الشرعية مهما كانت العوائق، أو ترك إيران تعيث فساداً وتحقق انتصارات وتبسط نفوذها على الممرات الدولية. والخيار الأفضل هو كسر شوكة الحوثي ودحره، وإعادة الشرعية لليمن واستعادة الدولة وإنهاء السيطرة المسلحة للمليشيا الغاشمة وتأمين حدود المملكة العربية السعودية بقوة واقتدار.