د. صالح بن سعد اللحيدان
دلت الدراسات العلمية المتنوعة التي وقفت عليها خلال نهضة الدول منذ أقدم العصور كما دلت البحوث الدقيقة في علم الطباع أننا حينما نسمع عن شخص ما أي شيء من سوء القالة في شخصيته أو في عرضه فإننا هنا إن قبلنا ذلك ونجح لدينا صدق تلك القالة أو إن ترددنا في ذلك وكرهنا ذلك الشخص أو حصل لنا في أنفسنا عليه شيء فإننا حينئذ ننزع إلى العاطفة ونحاكم القول من خلال القلب كما أننا نتصف بالعجلة وإنشائية الحياة في غالب وجهات نظرنا وهذا النوع من الناس قد يكون لديه نوع من حدة الطبع ولديه إحساس بالطموح ويسعى كذلك جاهدا إليه مع شيء من العجله لا تلوي على شيء.
وهذا الصنف من الناس يكون على حال شديدة من الندم لا تريم خاصة إذا كان هذا النوع من الناس سبباً أو من الأسباب المؤلمة للشخص الآخر، حيث لا يكفي الاعتذار ولا الندم لصعوبة ذلك عليه من خلال تغلب العاطفه على العقل على طول المطال.
وغالب من يرمى (بضم الياء) إنما يأتي من النساء ثم أهل بيتها ثم هو رويدا رويدا ينتشر إلا أنه يزول ويبقى بعد ذلك عذاب الضمير ممن فعل ذلك أو قاله.
وهذه صفة من صفات عدة يتحلى بها بعض الناس من أولئك الذين يميلون لاستقبال القيل والقال عن طريق القلب والإحساس المغلف بشغاف العاطفه ليس إلا.
ناهيك أن حب كثير من الناس لهذا يسبب ذيوعه لاسيما والغالب يروي الكلام على علاته.
ولهذا تحمي كثير من الدول من خلال عقلائها الكبار العلماء المبرزين البعيدين عن حب الوجاهه بشيء من الحماية الظاهرة بل وتوليهم العناية والاحتواء لاسيما وهذا النوع من العلماء يميلون للانطواء ومحاولة الابتعاد عن الظهور.
وهذا يعطي فسحة من أمل كبير حتى تتضح الصورة جلية لأن حماية هؤلاء خاصة من قريب أو صديق أو زميل يبين حقيقة أهدافهم.
والذين خلدهم التاريخ بعد دهر أو دهور إنما كان هذا بعد تحليل وتمحيص لوجهات نظرهم على المحك العقلي السليم.
ولعل من الذين حملوا نوبل وغيرها من الجوائز إنما كان هذا بعد الحماية لهم حتى وإن كان لبعضهم وجهات نظر قد لا تقبل لكن بعد تمحيص تبين أنهم كانوا في موازاة الحسد وقطع الطريق عليهم من قبل كما قل آنفا قريب أو زميل.
وهذا نوع ثان لديه من الحذر وشدة التوقي والخوف ما يحول بينهم وبين التصديق أو التردد هؤلاء غالبهم يتحاكمون إلى العقل العميق وصوت الضمير الحر فيحول هذا بينهم وبين الوقوع بسوء الظن.
وإذا مرت خاطرة عن هذا دافعوه بخاطرة أخرى عادلة نزيهه وإن كانوا لا يحبون ذلك الشخص فيتبين من خلال ذلك بعد مكث أنه في النزاهه من الراتعين.
وتقل عند هذا النوع الشفاف الجيد الرؤية بحسب تجربتي الأمراض خاصة الشائعة كالسكر والضغط وأملاح الدم وفقره.
من أجل ذلك كذلك كان ساسة الدول يكرهون الصنف الأول ويسوسون الناس بشيء من شفافية العقل الرزين.
وينظرون إلى ذات الموهبة وقدراتها.
وقد أجمل جملة من المؤرخين هذه الرواية.
جاء هناك، أن قاتل زيد بن الخطاب شقيق عمر بن الخطاب يوم معركة اليمامة وكان القاتل -حينذاك- مشركاً، وفد إلى عمر مع جملة ممن أسلم.
فقال عمر: أنت قاتل زيد؟
نعم يا أمير المؤمنين.
والله لا أحبك حتى تحب الأرض الدم.
يا أمير المؤمنين أو تمنعني لذلك حقاً
كلا.
لا ضير إذاً إنما يبكي على الحب النساء.
وقال هارون الرشيد: من أسأت الظن به لقول أو أقوال لوجدت عليه ولنبذته على سواء ولكن حيفا مني إن رددته عن طلبه الشيء مني.
وأزعم لعله (تشرشل) قال في مذكراته (لو كنا تركنا كلما يقال عنهم ما يقال لما قمنا بركوب صهوة الخيل)
وهذا يجرني إلى أن الملك عبدالعزيز وهو أجل الملوك كان لا يفرق بين عدو وصديق وكان ينظر إلى ذات المصلحة المطلقة لحفظ البيضة وأصول وقواعد بناء الكيان حتى أحبه هذا وذاك....
** ** **
بريد الأسبوع
بدر بن محمد بن شوفان المحمالي - الإمارات العربية المتحدة
أنس بن مالك هو من الأنصار وأمه أم سليم الذي عندي أن والده فر من المدينة ومات على الشرك.
زيد بن حطبان العلي التميمي أبو زهرة- حوطة بني تميم
الذي وقفت عليه أن (حوطة سدير) أقدم من حوطة بني تميم
م أ ع- الرياض- جامعة الملك سعود
الذي تذكر لست أظنه كما تظن، آمل متابعته جيداً وعرض ذلك علي.
حصة أ ع- جامعة الملك عبدالعزيز- جدة
لست أظن أن (الأبواء) هو الموضع الذي قبرت فيه آمنة ذكر ذلك الإمام الطبراني في المعجم الأوسط حكاه عن ابن مسعود.
وما يقال/ إنه قبر آمنة فهذا من الرجم بالغيب واختلاف المفاهيم
(ومن حفظ حجة على من لم يحفظ).
مصطفى محمود عولق البيومي - أسيوط- مصر
مصطفى بن صادق الرافعي كان معاصراً لطه حسين والعقاد وأحمد أمين وتوفيق الحكيم لكنه امتاز بغزارة اللغة وقوة الدليل وسلك مسلكاً لعله أعاد بعض ما خطه يراع كبار العلماء إبان عصر ظهور العلم والتجديد في القرن الثاني إلى السابع وكتابه (وحي القلم)
و(تاريخ الأدب العربي) يشهد على هذا عفا الله عن الجميع.