جاسر عبدالعزيز الجاسر
أعاد الأستاذ سمير عطاالله للذاكرة أستاذنا الزميل الذي سعدت بمعرفته منذ أكثر من أربعين عاماً أستاذ الصحافة والأدب المهذب جداً الأستاذ فؤاد مطر.
الزميل الأستاذ سمير عطا الله ذكر في زاويته المتنوعة والتي تجمع بين السياسة والأدب والمذكرات لسفر الصحافة العربية، والتي فرضت على الكثيرين -وأنا منهم- أن نبدأ قراءتنا لصحيفة الشرق الأوسط من صفحتها الأخيرة.. فزاوية سمير عطاالله بالإضافة إلى أنها درس يومي مجاني لكل الصحفيين كتاباً ومحررين، أيضاً تمتع الكثيرين وخاصة محبي اللغة العربية.. وكان أستاذي المرحوم فهد العثيم الذي زرع فيني حبي للغة العربية وأنا طفل ثم يافع دائماً ينصحني بقراءة زاوية الأستاذ سمير عطاالله حتى انتقل إلى جوار ربه رحمه الله. وفعلاً كانت نصيحة المعلم المحب للغة العربية فهد العثيم مجدية ومفيدة؛ فقد استفدت منها كثيراً ومنحتني درساً مجانياً ليس في تجويد كتابة المقالة الصحفية اليومية، بل أيضاً في تعزيز ثقافتي الأدبية والتاريخية للأدباء العالميين الكبار وللصحفيين العرب، وللفترات المتوهجة لتاريخنا المهني، وللفترات المظلمة التي عشناها.. ومع أن معرفتي بالأستاذ سمير عطاالله شخصياً محدودة فلم يسبق لي أن التقيته إلا ثلاث مرات، طبعاً لا يتذكرها؛ آخرها في اللقاء السنوي الذي اعتادت إقامته المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق الناشرة لصحيفة الشرق الأوسط، والذي توقف بعد مغادرة الأمير فيصل بن سلمان رئاسة المجموعة.
يومها جرت الاحتفالية التي جمعت كل الصحفيين في الرياض بحضور الأمير فيصل بن سلمان في ديوانية المأكولات الشعبية في حي النزهة في الرياض أمام الضلع الشرقي لممشى جامعة الأمير سلطان.. وقد حضر الأستاذ سمير عطاالله برفقة الأمير فيصل بن سلمان كونه أحد كتّاب الشرق الأوسط ومن يومها لم التقه ويكاد أن يكون ذلك قبل قرابة العقد من الزمان، وليته يتذكر.. ومع هذا فأنا أصافح كلماته كل يوم عبر زاويته الأثيرة في الشرق الأوسط، إذ أشعر رغم عدم تجرؤي على المقارنة، فإني أشبه في مسيرتي الصحفية بعضاً من مسيرته، فبالإضافة إلى فرحتي في العمل متدرباً في صحيفة النهار البيروتية في منتصف السبعينات وهي الصحيفة التي أطلقت سمير عطا الله لعالم الصحافة، ولكني لم التقِ به آنذاك، وكانت علاقتي التدريبية بالأستاذ فؤاد مطر ظلت متواصلة معه إلى يومنا هذا.. كما أن هناك تشابهاً في المسيرة، كوني عملت في الكويت أثناء عمل الأستاذ سمير عطاالله في الصحافة الكويتية وكنت وقتها أعمل في صحيفة السياسة، ويكتمل مثلث التشابه في الكتابة اليومية، إذ أحذو حذوه بالكتابة في زاوية يومية بجريدة (الجزيرة).
أعود للدرس اليومي لأستاذنا سمير عطاالله والذي أتحفنا بالحديث عن الأستاذ والصديق العزيز فؤاد مطر وعن كتابة الأخير الذي يسرد فيه سيرته الذاتية الحافلة التي تصلح كمقرر دراسي لطلبة الإعلام.
فالكتاب الذي يحمل عنوان «هذا نصيبي من الدنيا» الذي تحدث عنه الأستاذ سمير عطاالله في زاوية الشرق الأوسط في عدد الجمعة الماضي يضاف إلى المؤلفات الجميلة التي أنجزها فؤاد مطر وجميعها تحمل معلومات لا يستغني عنها أيّ قارئ مثلي.. وكتابه الجديد إضافة جميلة للصحفيين المخضرمين من أمثالنا وضرورة لكل صحفي يريد أن يكون بمستوى سمير وفؤاد أو على الأقل ببعض مما هم عليه.