د. ناهد باشطح
فاصلة:
((بالوسع يمكن مقاومة غزو الجيوش ولكن لا يمكن مقاومة غزو الأفكار))
- حكمة عالمية -
النخب (Elite) في أي مجتمع هم المجموعة التي تمتلك قوة تأثير أيًا كان نوعها سياسيًا أم اقتصاديًا أم اجتماعيًا.
النخب الاجتماعية هم قادة الرأي العام ويشكلون توجهات المجتمع وهناك نظريات تفسر أو تحدد إطار ومواصفات هذه المجموعات وسواء اتفقت أو اختلفت لكنها تتفق على وجود وتأثير هذه المجموعات في أي مجتمع.
كتاب الرأي في وسائل الإعلام بعض منهم لديهم هذا التأثير القوي في مجتمعاتهم. لأن وسائل الإعلام هي أيضًا إعلام النخبة، حيث إنها تؤثر في الأجندة السياسية لأي مجتمع.
أفضل مثال لذلك صحيفة النيويورك تايمز حيث ليس لها أجندة سياسية خاصة لكن يعتمد عليها من قبل الشعب الأمريكي في مصداقية الأحداث.
في مرحلة سابقة من تاريخنا وصم بعض الكتّاب بالكفر أو التخوين مما كان يمثل إرهابًا على الحرية ذاتها وفي مجتمعات أخرى وصل الأمر بهم إلى اغتيال هؤلاء الكتّاب.
اليوم وكأننا نشهد نوعًا آخر من الإرهاب الفكري على كتّاب الرأي أنشطته مؤخرًا وسائل التواصل الاجتماعي وهو عدم احترام الرأي الآخر والتعبير بعدائية وأنواعه متعددة كالتكفير، العنصرية والطائفية وغيرها.
انتشار اتهام كتاب الرأي بأي من التهم التي ترهب قلمه إشكالية خطيرة توقع الكاتب تحت الضغط النفسي فالكاتب لا يكتب لنفسه إنما يكتب للمجتمع ونصب عينيه المسؤولية الملقاة على عاتقه لأنه يمتلك من المقدرة ما لا يمتلكها سواه في تنوير المجتمع والمشاركة في الإصلاح على كافة المستويات.
مؤخرًا بدأ الإرهاب الفكري يتخذ مسارًا آخرا حيث بدأ البعض بالتلميح إلى علاقة كاتب الرأي بالسياسي وهي جزئية خطيرة تقولب رأي الكاتب تضعه بين مطرقة المواطن وسنديان السياسي
ولأن الجدلية قديمة فالأفضل ألا يعزز وجود أي تبعية لأحدهما للآخر ويمكن أن يتفقا إذا أخلص المثقف لمبادئه.
من المعروف أن أهداف السياسي تختلف عن أهداف الكاتب المثقف ولذلك لا يمكننا أن نحاول قمع الكتّاب وإرهابهم بسوط التطبيل، فهذا يترك المجال واسعًا لإقصاء الكاتب عن دوره المتفق مع مبادئه.
نحن في زمن الانفتاح المعلوماتي ووسائل الإعلام الجديد استطاعت كشف كثير من أقنعة الكتّاب والمثقفين وهذا يكفي من دون أن يسلط الجمهور عدسته على النخب فيطلق الأحكام جزافًا فمرتادو إعلام التواصل الاجتماعي من شرائح مختلفة بعضهم لا يعي خطورة أن ينكسر قلم الكاتب الشريف في المجتمع.