محمد بن علي الشهري
أصبحنا نترقب هطول الأمطار لا للاستبشار والابتهاج بالرحمة، وإنما ترقباً لما سيتكشف على أثرها من (البلاوي) إلى درجة أضحى يمثّل هطول الأمطار حالة من الرعب الشديد لدى سكان الكثيرمن المدن، وما كارثة سيول جدة ببعيدة عن الذاكرة، ورغم مضي عدة سنوات على وقوع الكارثة، إلاّ أن المواطن البسيط ما زال يتساءل بكل حرقة: هل سينجو الفاعل من العقاب كما يبدو؟!
في وسطنا الرياضي لا يختلف الوضع كثيراً، بل يكاد يكون متطابقاً.. فما إن تحدث (كارثة) حتى تتكشّف على أثرها سلسلة من ذيول الفشل وعدم الاكتراث بالنتائج، بل عدم الاكتراث بالمبادئ والقيم الرياضية وغير الرياضية؟!
في زحمة الكوارث المتتالية التي يندى لها الجبين.. لن أذهب بعيداً في استحضار الشواهد، وسأكتفي بالإشارة إلى آخر واقعتين تكشف على هامشهما وخلفياتهما العديد والعديد من المضحكات المبكيات، سواء على المستوى الرسمي، أو على المستوى الإعلامي، أو حتى على المستوى الجماهيري.. هما قضية منشطات اللاعب (محمد نور)، وقرار الفيفا القاضي بحسم ثلاث نقاط من رصيد العميد، وفهمكم كفاية؟!
أعطوهم دلال الهلال؟!
يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): الفرق بين الحق والباطل مطرح أربع أصابع، يعني المسافة بين الأذن والعين، على اعتبار أن الأذن قابلة لأن تكون وسيلة أو أداة لترويج ونقل الزور، بينما العين لا تنقل سوى الحقيقة المجردة.
هنا لا نحتاج إلى البحث عن أدلّة على أن هناك عينة من (الأفاكين) الذين نذروا أنفسهم منذ القِدم للقيام بمهام الترويج لأكذوبة اصطنعوها زوراً وبهتاناً، فحواها: أن الهلال مدلل.. لا نحتاج إلى أدلّة، فهم ينتشرون في هذه الآونة عبر دكاكين الفضاء الصفراء، فضلاً عن الصحافة الموجهة، ولا سيما بعد انضواء عدد من الأقلام الأهلاوية تحت راية الأقلام النصراوية العريقة في هذا النوع من الفنون والتوجهات على طريقة ( التمّ المتعوس على خايب الرجا) ليشكلوا فرقة (حسب الله الإعلامية) إلى درجة أن تلك الأقلام الأهلاوية لم تجرؤ على الدفاع عن الرمز الأهلاوي الكبير الأمير عبد الله الفيصل (رحمه الله) من الإساءات التي طالته مؤخراً، فقط لأن تلك الإساءات قد نالت استحسان من يقودهم من الإعلام النصراوي الذي يمتلك زمام توجيه تحركات الفرقة بكل اقتدار، تماماً كما تعاملوا مع (شمّة) البخاري، من أن بطولات المواسم الأخيرة قد تم توجيهها، وكما نجحوا سابقاً في توريط وسحب العديد من الأقلام الاتحادية إلى ذات المستنقع؟!!
هم يعلمون قبل غيرهم أنهم (يكذبون) وأن المسألة برمتها ما هي إلاّ وسيلة قبيحة في سبيل خدمة غاية أكثر قبحاً، هي ترسيخ أجندة (تحريضية حاقدة) قديمة تؤتي ثمارها كلما اتسعت رقعة تعاطيها وبثّها، وكلما زاد عدد الأبواق المجنّدة للقيام بتلك المهمات من خلال تبادل الأدوار.. ذلك أن ما تشاهده العين على أرض الواقع من شواهد وأحداث، يدحض بقوّة ما تلوكه الألسن التي جُبلت على تعاطي الكذب والزور دون وازع من أخلاق أو وخز من ضمير؟!!
في هذا الصدد يقول أحد عشاق الزعيم المخضرمين: يا ليتهم أعطوهم دلال الهلال المزعوم، وأعطوا الهلال بعضاً من المزايا التي يحصلون عليها بين الحين والآخر، ولو حدث ذلك لتجاوزت بطولاته السبعين بطولة رسمية.
الشاهد: لو كرّسوا وهيمنوا على مئات الدكاين الفضائية، وسخّروا مئات الصحف الموجهة، ووظّفوا وجندوا واستعانوا بعشرات (الكذَّابين) من هنا وهناك، لن يستطيعوا محو سلسلة (الفضائح والمهازل) التي أعادت النصر والأهلي قسراً إلى البطولات بعد غياب عشرات السنين بتلك الكيفية من ذاكرة التاريخ، ومن ذاكرة شرفاء الوسط الرياضي، وستظل وصمة في جبين التنافس الشريف إلى أبد الآبدين؟!
شوارد
** يقول أحد الرموز الإعلامية للفريق (اللي ما هو مدلل) وبالفم المليان من خلال أحد البرامج بأن رئيس النادي كان يقول للفريق: أنتوا شوفوا شغلكم في الملعب واتركوا موضوع الحكام لي أنا أتكفل به، وهو ما سبق أن قلناه ونعيد قوله، من أن الضرب على وتر التحكيم (في الرايحة والجاية) إنما هي إستراتيجية قديمة لها جذورها ومغزاها وأهدافها البعيدة، ثم يأتي من يتباكى على حال تحكيمنا المحلي؟!
** على الرغم من أن مصطلح (الكرة بكامل محيطها) عند الحديث عن اجتيازها خط المرمى من عدمه، قد تم تصحيحه منذ أكثر من عشر سنوات، وبالتالي أصبح (الكرة بكاملها)، إلاّ أن مذيع الإستوديو التحليلي في القناة الناقلة ما زال يستخدم المصطلح القديم، ويبدو أن الأخ ما زال (نايم في العسل)؟!