سعد الدوسري
هناك عدد كبير من المرضى تتفاقم حالاتهم، بعد إجرائهم عمليات زراعة أعضاء خارج المملكة، في المراكز غير المؤهلة لمثل تلك العمليات. ويكون السبب الرئيس لهذا التفاقم، هو فشل العمليات التي أجريت لهم، إما بسبب عدم كفاءة المراكز أو بسبب تلوث الأعضاء المنقولة بالفيروسات. وفي الغالب، لا تتدهور حالة المريض إلا بعد عودته للمملكة، وحينها لا يستطيع أن يسافر، ولا تستطيع المراكز المحلية أن تقدم له شيئاً يُذكر.
لا يمكن لأحد أن يلوم من يبحث عن علاجٍ لا يتوافر في بلاده، لكن النصيحة في هذا الشأن واجبة، فمن غير المنطقي تعريض حياة المريض للخطر، من خلال الموافقة على أن يجري عمليات خطيرة، كزراعة الكلى أو الكبد، في مراكز آسيوية، لا تمتلك أي معايير صحية أو أخلاقية، فهي تشتري الأعضاء من الفقراء، وتبيعها على المرضى. ومَنْ هذا هو موقفه، لا يمكن الوثوق به، وجعل حياة الناس بين يديه.
- لماذا يضطر كل هؤلاء المرضى للسفر إلى تلك البلدان؟!
لأن ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية ليست متأصلة في بلادنا، على الرغم من فتوى جوازها من قبل هيئة كبار العلماء، ولكي تترسخ مثل هذه الثقافة، يجب على فقهائنا المعتبرين شرعاً، تكريس هذا المفهوم لدى عامة الناس، فالمتوفى دماغياً في حادث سينقذ -بإذن الله- عدداً من المهددين بالموت، ومن يكره أن يفعل ذلك؟!