د.محمد بن سعد الشويعر
يعيش الإنسان في متغيرات وتحديثات في جميع مجالات الحياة؛ فمنهم من يقف في منتصف الطريق، ومنهم من يشد على نفسه في الصعاب بالتصدي لجميع ما يقف في طريقه نحو تحقيق ما يصبو إليه، وهذا بعد توفيق الله تعالى.
الحياة: مدرسة، ومعلمها الوقت، فيها التجارب السابقة تتعلم منها، وتكتسب الخبرات والمهارات، وتتعرف وتطبق وتطور.
لذا فإن لكل إنسان خططًا مستقبلية؛ فلا بد له من طموح وأمنيات، وهناك فرق بين الإنسان الناجح وغير الناجح، ليس نقصًا في القوة أو نقصًا في العلم، ولكن عادة هو نقص الإرادة. ولا يستطيع أي إنسان العيش في هذه الحياة دون أن يكون هناك هدف يعيش من أجله، ويريد تحقيقه، ولا تتحقق هذه الأعمال بالتمنيات، وإنما بالإرادة. وإن من ليس له طموح في حياته فهو يعيش في فلاة، ويجب عليه أن يرسم أحلامه بشعار (غدًا أفضل).
فالطموح هو: هدف يعمل الفرد لتحقيقه والسعي لنيله، وهو أن تصنع لنفسك خططًا وأهدافًا، ثم تتوكل على الله.
والأمنيات هي: ما يتمناه الإنسان (قد تتحقق في القريب العاجل، أو في المدى البعيد، أو لا تتحقق).
فالإنسان الذي ليس لديه همة عالية أو خطة يمشي عليها أو هدف في حياته هو فاشل؛ لأنه لم يضع خططًا مستقبلية له، واستسلم للدنيا وأحوالها ومتغيراتها. قال علي - رضي الله عنه -: «واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا».
ومن التحق بهذه المدرسة وتعليمها، وتمرس على دروسها، وعرف أخطاءه وأخطاء غيره، وتداركها، وجعل الدنيا تمشي كما يريد هو ليس كما تريد هي، وسعى لتحقيق ذلك، ونال هدفه في الحياة، يجب عليه أن يترك له بصمة تدل عليه، وإلا فما فائدة وجودك في هذه الحياة؟ فما دمت على قيد الحياة بحمد الله فعليك أن تتعب، وتبحث عن النجاح، وإذا خسرت فلا توجه اللوم لغيرك بل لُـمْ نفسك قبل كل شيء، ولا تعجز، ولا تيأس في التكرار؛ لأنك فعلت بالأسباب، وهذا هو المطلوب؛ فقد تنجح أحيانًا، وتفشل أحيانًا (والنجاح بيد الله أولاً ثم بيدك)، ومن يخاف من الفشل لا يستحق النجاح؛ فلا يوجد شيء اسمه مستحيل، فإذا عرفت الأسباب والمسببات مبكرًا فهذا هو الحل، فدروس الحياة مستمرة، وهي لأخذ العبرة والعظة منك أو من غيرك فيما تواجهه أنت حاليًا أو ما تواجهه مستقبلاً في كل شؤون حياتك وطريقة النجاح. واعلم يا رعاك الله أن هناك طموحات لكثير من الناس، خططوا لها، وكرسوا جهودهم وأنفسهم، وفشلت بسبب (ما)، وهذه خيرة من الله بتأثيرات خارجية (أصدقاء، مرض، قلة موارد، اجتماعيات... إلخ)؛ لذا يجب أن تتبع بعض الخطوات لتحقيق طموحك وأهدافك، وتراها في أرض الواقع:
(ضع أهدافك المفيدة لك نصب عينيك)
وتحقيق الطموحات مهما صعبت تكون بالإصرار والعزيمة وقوة الإرادة بفكر سليم، وبذل الجهد لتحقيق الهدف، وعدم اليأس فيما لو فشل، بل تعيد الكرّة مرة أخرى.
وفي حالة الفشل الذي هو ليس من سوء الحظ وإنما يكون (قدرًا من أقدار الله سبحانه) لا تتردد في استشارة أهل الخبرة للوصول إلى أسرع الحلول.
يجب أن يكون هناك دور عظيم في التنمية والتشجيع والتحفيز للوصول للمنال والمبتغى (الأهل، المدرسة، أهل الخبرة)، ونراه حقيقيًّا على أرض الواقع.
يجب عليك أن تصيغ أهدافك حتى تحققها، والصياغة هي إعادة ترتيب الأوراق، ورسم الأفكار، وتحديد الأهداف وتطبيقها على أرض الواقع، ويجب متابعتها ومعرفة أي الأهداف أصبت، ويجب ألا تكون أهدافك أمنيات فقط، وإذا لم تنجح بتحقيق هدفك فما هو الهدف البديل؟ لأن النجاح لا يحقق إلا بالطموح وبالهمة العالية كما في قوله تعالى: {... وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين.
لذا كن سببًا في التغيير، وكن مبادرًا له، واجعل الناس تشعر بالتفاؤل، ففي التخطيط والأهداف (النجاح) بإذن الله، وزد الحياة، ولا تكن زائدًا عليها، واحذر من تشويه صورتك أمام الناس ولو بخطأ صغير.
يقول الشاعر:
لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا