عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... في كل مرة يخسر فريق الهلال لكرة القدم بطولة ويخرج يصرح رئيسه بتصاريح يوجه فيها أسهم الاتهام لجهات عدة متنصلاً من تحميل إدارته أي إخفاق، والكل يتذكر عندما خرج الموسم الماضي من بطولة الدوري وحمل شرفيو ورجال الهلال مسئولية ما حدث واتهام بعض منهم بعدم الوفاء بما قطعه على نفسه ولم يسلم إعلام ناديه من اتهامه وحمله مسئولية عدم مجاراة الإعلام المضاد والنزول إلى مستواه.
والحقيقة كنت أعتقد أنها ردة فعل قد يتقبلها بعضهم خاصة إذا ما عرفنا أن فريقه يواصل إخفاقه في تحقيق البطولة الأهم، ولكن يلفت الانتباه عندما يتكرر المشهد ويحدث نفس الأسلوب ونفس النغمة فبعد خروج فريقه من بطولة كأس ولي العهد على يد النصر خرج الرئيس هذه المرة وبنفس الأسلوب محملا الإعلام الهلالي وبعض الهلاليين جزءا من الإخفاق والخروج، وحمل كذلك لجنة الحكام مسئولية إسناد اللقاء لحكم يرى من وجهة نظره أنه أقل من أن يدير ديربي العاصمة وقال حرفياً (إذا كنت رايح كثر الفضايح) وهذا اتهام خطير ويؤكد أن لديه معلومة أن هذه اللجنة لديها فضائح سابقة والآن هي تغادر تأثير من الفضايح، وكل ما سبق قد يكون تطرق إليه الكثير من منسوبي الأندية بل بعضهم يتهم بعض اللجان ومنسوبيها بشكل مباشر.
والأمر الأكثر حساسية وما يجب أن يرفق بدليل عندما ذكر رئيس نادي الهلال وبتصريح متلفز أدلى به عبر القناة الناقلة للمباراة أن حكم اللقاء قد تلفظ بكلمات وأسلوب لا يقولها حتى مراهق وأقلها (فارق واقلب وجهك) بل قال: إن هناك كلمات وألفاظا لا يمكن التطرق إليها أو قولها للناس، وهنا يجب التوقف والتمعن كثيرا على ما ذكر، فأما أن يؤكده ويستشهد بما ذكر ويحاسب الحكم لأن الرياضة متعة وتنافس شريف وتهذيب للأخلاق وفن التعامل مع الآخرين؟ أو أن ينصف الحكم مما ذكر ويثبت براءته ويعتبر ما ذكره رئيس الهلال غير صحيح ويحاسب المخطئ أما الحكم بأسلوبه وألفاظه أو رئيس النادي واتهامه غير الصحيح والله أعلم.
زوران هزم الجميع
أثبتت الأيام وكذلك الأحداث من خلال اللقاءات الكبيرة والمهمة أن نادي النصر يمتلك مدربا داهية وعبقريا بل أكثر من ذلك عندما استطاع أن يهزم ويتجاوز أطرافا عدة، فالفوز بمباراة أمر وارد كما الخسارة، ولكن عندما تفوز وتقهر الظروف والأشخاص، بل كيان كامل بإدارته يقف في وجهك باستثناء الجماهير وبعض اللاعبين، فبالتأكيد انك عظيم فالمدرب الداهية وقف شامخا في وجه إدارة النادي التي تنتظر سقوطه لتقنع الرأي العام النصراوي المعتدل بأنه فاشل ناهيك عن بعض المحسوبين والذين يسربون ويحاولون زعزعة الاستقرار وكله من أجل إرضاء الرئيس الذي يريد عودة المبعد غير ذلك قهر النقص وابتعاد الأميز لديه من لاعبين فلاعب بقيمة عبدالعزيز الجبرين الفنية وكذلك اللاعب عوض خميس ليس بهذه السهولة ناهيك عما يمر به لاعب الفريق المحترف أيالا.
ومع ذلك يفاجئ الجميع ويلعب بفكر وخطط غير تقليدية وجديدة على ثقافة الملاعب العربية كاملةً وليس ذلك فقط بل منح الثقة للاعبين صاعدين نجوما زج بهم في لقاء ليس سهلا أمام أقوى فرقنا الرياضية، وهذا دليل قاطع أن فكره ومهارته لا تقتصر على الأمور الفنية فحسب بل حتى على المستوى النفسي وتهيئة اللاعبين لخوض غمار أي لقاء مهما كان الفريق المنافس وأهمية اللقاء، لقد كان واضحاً للعيان الفجوة الموجودة بين المدرب من جهة والإدارة والمحسوبين عليها من جهة أخرى ولكن بقاء واستمرار زوران هو حب اللاعبين والثقة المتبادلة بين الطرفين، وكذلك وعي الجماهير الذي ترى في المدرب الشيء الكثير مفضلين مصلحة الكيان والفريق على الإدارة ورغبتها وتفضيلها الغريب عندما حاولت ولازالت تحاول مفضلةً اللاعب المبعد على المدرب الرائع الذي استطاع أن يصل بالفريق للمباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد من الباب الصعب عن طريق المنافس دائما الهلال ومواصلته المنافسة على بطولة الدوري الذي لو أراد الله وتخلص من اللاعب المبعد مبكراً لما خسر لقاءات سهلة وضعيفة مثل لقاء الاتفاق ولقاء الخليج التي لو لم يخسرها لكان متصدر الدوري ولكن تواجد المبعد كان السبب الرئيسي خلف خسارة الفريق ومنذ إبعاده والفريق يقدم مستويات راقية وممتعة.
لقد أكد المدرب في الأخير أن قراره صحيح وسليم والأيام والنتائج أثبتت بعد نظره والفكر الذي يحمله والذي يجب أن يستمر حتى ولو رحل الجميع، فدائما يجب أن يكون البقاء للأصلح وخاصة أن كرة القدم وجدت للمتعة والتنافس الشريف والحيوية والمبادئ والأخلاق الحميدة وليست للبلطجة وخلق المشاكل والنرفزة والعدائية والتي يجب أن نقف جميعا في وجه من يحاول ترسيخ مفاهيمها.
نقاط للتأمل
- ذكرني مدرب الهلال «دياز» بصاحب مقولة الشيك المفتوح عندما ذكر في أكثر من مناسبة أن جميع الفرق بما فيها النصر كتاب مفتوح بالنسبة لنا ولا ننتظر مفاجأة من أحد ونهج الهلال الهجومي لن يتغير إلا أن المباراة الأخيرة التي خرج منها الفريق الهلالي خاسراً من منافسة النصر، من الشوط الأول أثبتت فشل المدرب دياز في قراءة المباراة وفي وضع التشكيلة المناسبة أو حتى التعديل من خلال شوط كامل وهذا دليل على أن عمله لم يرتق إلى ما كان يتحدث به.
- أعتقد أن رئيس الهلال لم يكن موفقا في تصريحه الأخير واتهامه للإعلام الهلالي بالتقصير وعدم مواكبة الأحداث، فالجميع متفق على أن الهلال يملك إعلاما ممتازا وقويا بل يستطيع أن يقنع وأكثر من ذلك ولكن تحميل الرئيس لأطراف عدة عند أي فشل ومحاولة تشتيت المسئولية وتحميل الإخفاق لجهات غير مسئولة دليل على عدم الاستطاعة على إدارة الكيان إلى ما يتطلع إليه عشاقه وقد تكون إدارة ناد كبير كالهلال أكبر من قدرة وإمكانات الإدارة الحالية وما يحصل حالياً هي محاولة التنصل والهروب من المسئولية وهذا ما لم نتعوده من الهلاليين في إدارة ناديهم.
- رغم ما يتعرض له مدرب نادي النصر زوران من حرب شرسة ومضايقات وتسريبات لعمله ومن أقرب العاملين معه وخاصة الإدارة إلا أنه لا زال متماسكاً واللافت للنظر أنه لم يخسر إطلاقاً من الفرق الكبيرة فقد تفوق على الأهلي والاتحاد دورياً وتعادل مع الشباب والهلال وتفوق أخيراً على الهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد وهذا دليل على ما أكده اللاعبون بأنه مدرب داهية ولو لم يكن كذلك لما أبعد من كان سببا في خروج الفريق عن المعتاد فنياً وأخلاقياً والذي يتمنى الجميع أن يستمر الإبعاد ليستمر التميز.
- مبروك تأهل الاتحاد والوصول للمباراة النهائية لكأس ولي العهد ومن خلال وصوله يؤكد هذا الموسم انه غير، وقد استطاع لاعبوه وإدارته أن يحدثوا التغيير والتميز والإبداع والرجوع للمنافسة بسرعة مذهلة بعدما عاش العميد سنوات ضياع بين إدارات متهالكة وغير قادرة على انتشال النادي بل بالعكس حملته ديونا ومشاكل نتج عنها سحب ثلاث نقاط من رصيده جعلته يفقد الصدارة، ولكن بإقصائه منافسه وغريمه التقليدي من بطولة غالية يؤكد أبناء العميد بإدارته الواعية والطيبة أنهم قادمون وعائدون للمنافسة والمراكز المتقدمة كما كانوا، وهذا ما يتمناه كل رياضي ومحب لرياضة الوطن ومنافساتها الشريفة.
خاتمة:
وإذا الشدائد أقبلت بجنودها
والدهر من بعد المسرة أوجعك
لا ترجُ شيئاً من أخ أو صاحب
أرأيت ظلك في الظلام مشى معك!
ارفع يديك إلى السماء ففوقها
رب إذا ناديته ما ضيعك
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.