بيروت - رويترز:
بدا اتفاق لوقف إطلاق النار في عموم سوريا أُبرم بوساطة روسيا وتركيا اللتين تدعمان أطرافاً متنازعة في الصراع صامداً أمس الجمعة بعد بداية هشة خلال الليل في أحدث محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة ست سنوات. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو حليف أساسي للرئيس السوري بشار الأسد وقف إطلاق النار أمس الأول الخميس بعد إعداد الاتفاق مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية منذ وقت طويل.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالمعارضة إن اشتباكات وقعت بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على الحدود بين إدلب وحماة، وإن أعيرة نارية دوت على نحو متفرق إلى الجنوب.
وذكر المرصد ومسؤول المعارضة أن الهدوء ساد المناطق التي يشملها الاتفاق بعد ذلك بساعات.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى عملية السلام فور تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في 20 يناير - كانون الثاني.
وعبر أحد قادة المعارضة عن تفاؤله بصمود هذا الاتفاق، وهو ثالث محاولة هذا العام لوقف إطلاق النار في أنحاء البلاد.
وقال العقيد فارس البيوش من الجيش السوري الحر: «هذه المرة لدي ثقة في جديته. هناك معطيات دولية جديدة.» ولم يخض في تفاصيل.
وأدى الصراع السوري الذي بدأ عندما تحولت انتفاضة سلمية إلى أعمال عنف عام 2011 إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد ما يزيد على 11 مليوناً وهو نصف عدد سكان البلاد قبل الحرب.
ويُعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي جاء في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس باراك أوباما أول مبادرة دبلوماسية دولية كبيرة في الشرق الأوسط لا تشمل الولايات المتحدة منذ عقود.
وقال بوتين إن الأطراف على استعداد أيضاً لبدء محادثات سلام مزمع عقدها في آستانة عاصمة قازاخستان. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية في وقت متأخر الليلة الماضية أن هذه المحادثات ستبدأ قريباً.
وستتفاوض الحكومة السورية من موقف قوة بعد أن تمكن جيشها وحلفاؤه ومنهم فصائل شيعية تدعمها إيران إلى جانب القوة الجوية الروسية من دحر المعارضة في حلب - آخر معاقلها الحضرية الكبرى - هذا الشهر.
وأدت حملة جوية روسية منذ سبتمبر - أيلول العام الماضي إلى تحويل دفة الحرب لصالح الأسد وغادر آخر مقاتلين للمعارضة حلب إلى مناطق لا تزال تحت سيطرة المعارضة إلى الغرب من المدينة ومنها محافظة إدلب.. ويتعين صمود وقف إطلاق النار حتى يتسنى إجراء محادثات السلام.