د. عبد الله المعيلي
من النعم الجليلة التي يتمتع بها الإنسان عن سائر المخلوقات نعمة العقل، بهذا العقل يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، بين الكذب والصدق، بين الدلائل المؤصلة وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والمرويات المكذوبة والهذاءات المرضية المالوخولية التي تنسب زورا وبهتانا لآل البيت رضي الله عنهم.
إن مما أبتلي به التشيع الأصيل الذي يدعي الشيعة أنهم ينفردون به، بينما السنة أكثر منهم محبة لآل البيت، محبة طاهرة لا غلو فيها و لا ومغالاة، لقد ابتلي الشيعة بمرويات الصفوية المجوسية التي يصنعها المعممون على اخلاف عمائمهم السود والبيض، مرويات طابعها البكاء واللطم والإمعان إلى حد الجنون في جلد أنفسهم بالسكاكين والسيوف، وإسالة دماء السذج تعبيرا عن مدى الحب لآل البيت، بدع وخرافات تأباها الفطر السوية في كل الثقافات.
سوف أذكر بعضا من هذاءات معممي الصفوية المجوسية، واعتذر للقارئ الكريم عن بعض ما تتضمنه تلك الهذاءات من بذاءة وقلة حياء، إنها هذاءات مضحكة، لكنها في الوقت نفسه مبكية لحال الأتباع السذج الذي يصدقون هذه الهذاءات رغم أنها لا تخفى على أقل الناس ذكاء.
يقول حمودي شكليته - كما سماه أحد النقاد العراقيين -: كل العالم يعلم أن هناك مشاكل، وهناك أمراض مستعصية يعجز عنها الطب و الأطباء، أشار إلى قوالب من الشكولاه كانت أمامه طن وربع، وقال: سوف يوزع على كل واحد منكم شكليته واحدة، وعلى كل واحد أن يستحضر حاجته، ويأكل واحدة، وسوف يشفى تماما من كل مشاكله وأمراضه، وقال: الحبة الواحدة تعالج عشيرة كاملة، قال الناقد: إنه يأتي بروايات ما أنزل الله بها من سلطان، إنه ضال مضل يكذب ويدجل، المهاجر في سبيل الشيطان وليس في سبيل الله، ووصفه بأوصاف أنزه مسامعكم عن سماعها، مؤكدا أنه دجال، فيا عامة الشيعة، تأملوا قول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} (82) سورة الإسراء.
ويا مثقفي الشيعة وعوامها، إليكم روايات من الهذاء والكذب، فأيها تصدقون؟ يقول دعاة جهنم: زيارة المولى الحسين حج وعمرة، والثاني يقول: زيارته خير من عشرين حجة، وثالث يقول: زيارة الحسين تضاعف إلى تسعين حجة من حجج رسول الله بأعمالها، ويقول رابع: من زار قبر الحسين عارفاً بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله، ويقول دجال خامس: ما من أتى الحسين عارفا بحقه إلا وكتب له بها ألف حجة مقبولة، والسادس يقول: من زار الحسين يوم عرفة كتب الله له مليون حجة، ويقول دجال سابع زيارة الحسين يوم عاشوراء والمكوث عنده بحزن وبكاء يعدل ذلك مليوني حجة، وحتى يتبين لكم دجلهم وكذبهم يقول ثامن: هذه الروايات التي تقارن بين زيارة الحسين والحج متواترة تواترا إجماليا قطعيا، وقال أحد الدجالين المضلين: ( من زار الحسين يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه، هذه عطية الله للحسين، ولهذا يترك الله ضيوفه في عرفات ومناسك الحج، ويتوجه إلى زوار الحسين، سلامه ورحمته تشمل زوار الحسين في يوم عرفة ويخاطبهم استأنفوا العمل، يعني افتحوا صفحة جديدة، فكل ما عليكم من ذنوب غفرتها لكم ببركة الحسين، ثم يعرج على ضيوفه في عرفة، هذا الفرق بين منزلة عرفة وزيارة الحسين).
لقد عييت من كثرة التفكير، أحاول أن أبحث عن مدخل منطقي جعل عامة الشيعة وعوامها يصدقون مثل هذه الأكاذيب والهذاءات، فمجرد تتبع وعرض مقولات المعممين الضالين المضلين على العقل السوي يتبن له عورها وفسادها، لأنها متعارضة متناقضة يكذب بعضها الآخر، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. (46) سورة الحج.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.