د.عبدالعزيز العمر
لقد قابلت في حياتي أفرادا خريجي جامعات أوروبية وأمريكية شهيرة ومرموقة، ومع ذلك وجدت بعضهم هزيلين في قدراتهم (ما تسرح بهم الغنم)، بل إن كثيرا من الذين حصلوا على جوائز نوبل لم يتخرجوا أصلا من جامعات شهيرة. هنا نسأل: هل يمكن أن نعزو التميز والإبداع الذي يحققه خريج أي مؤسسة تعليمية إلى مستوى تلك المؤسسة التعليمية التي تخرج منها أم إلى الشخص نفسه وما يحمله من صفات وسمات شخصية وجينية؟. أن يلتحق الشخص بمؤسسة تعليمية مرموقة لها مكانتها التعليمية الأكاديمية الرفيعة لا يعني بالضرورة أن هذا الشخص سيكون لاحقا شخصا متميزا ومبدعا ومنتجا ، حتى وإن تجاوز شروط قبول تلك المؤسسة المرموقة. تميز المؤسسة التعليمية لا يتجاوز أثره في أفضل الظروف أن يهيئ الفرص الثرية والدعم المادي أمام الطالب ليبدع ويتميز، وهنا ليس هناك ما يدعونا إلى الفرض بأن الطالب سوف يستثمر تلك الفرص النوعية المتاحة ليشق طريقه مثابرا في رحلة الإبداع الطويلة والشاقة، الحكم على تميز الشخص يجب ألا يؤسس فقط على اسم المؤسسة التعليمية التي تخرج منها، على أهمية ذلك.. الإبداع والتميز هو في واقع الأمر نتيجة تزاوج بين مستوى المؤسسة التعليمية والسمات الشخصية للطالب. وإذا كان لي أن أرجح أي من هذين العاملين أقوى في التأثير على مستوى تميز وإبداع الشخص لقلت وبكل ثقة إن السمات النفسية والشخصية والوجدانية للشخص هي من يحسم في النهاية وصول ذلك الشخص إلى مستوى الإبداع والتميز وليس مجرد اسم المؤسسة التعليمية التي منحته الشهادة العلمية.