إنها أكثر من ذكرى لعامين من الحصاد الاستثنائي في منجزات الدولة والوطن والمجتمع، بل إنها لحظة تاريخية نقف أمامها بإجلال وتقدير عظيم يليق بمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله» الذي استطاع بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بذكائه وحكمته وخبراته العميقة في إدارة الشأن العام, أن يقود بلادنا في ظروف دولية معقدة, وأن يمضي بها إلى بر الأمان في أوقات عاصفة، ليبقى الوطن واقتصاده متماسكا ومحققا أعلى مستويات الإنجاز في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ومقدّراتها.
إننا نشعر بالفخر والشموخ بقيادة سلمان الخير والعطاء، والحكمة والفطنة، إذ إن جهده القيادي امتد لأمتنا العربية والإسلامية بكل الملفات والأزمات الصعبة، فكان أن أعاد هيبة هذه الأمة التي كانت بحاجة إلى زعيم استثنائي لا يهاب الصعاب، وهو لذلك ملك الحزم والحسم والعزم والأمل، وبفضل الله ثم أدواره المخلصة، نجحت قيادته الرشيدة في تجاوز كثير من التحديات وإبقاء وحدة الصف وكلمة الأمة واحدة.
قيادة سلمان الخير «يحفظه الله» لم تكن لبلادنا وحسب، بل كل الأمة في وجدانه، لأن تلك الأمة ترى في المملكة العربية السعودية الأخ والشقيق الأكبر الذي تلجأ إليه حين تشتد مصاعبها، وبعون الله تجد في رؤية وحكمة خادم الحرمين الشريفين ما يعمل على تسوية مشكلاتها ومعالجة أزماتها، سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، فقد اعتلت أخوة الدين في أحلك الظروف، فكان التحالف العربي والإسلامي استجابة أخوية لنداء الملك سلمان «يحفظه الله».
خلال عامين من التحديات نجحت بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين في تثبيت دعائم التنمية الاقتصادية، وتجاوز كثير من التحديات والمتغيرات التي كان لها تأثير سالب على الاقتصاديات الدولية، فبقي الاقتصاد الوطني متينا ومستمرا في النمو، مع رؤية وطنية داعمة لذلك من خلال برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 التي تضع خارطة طريق لنماء بلادنا ونهضتها باستنهاض الموارد البشرية الوطنية ورفع كفاءتها وتنويع مصادر الدخل الوطني.
وعلى الصعيد السياسي، استطاع الملك سلمان «يحفظه الله» بحنكته وسعة أفقه وبصيرته النافذة إدراك الطموحات غير المشروعة للمشروع الصفوي التوسعي وتمدده في الدول العربية والإسلامية، فجمع الأمة لمواجهته فكانت عاصفة الحزم وتلاها إعادة الأمل في اليمن، ومحاصرة هذا التمدد في سوريا ولبنان وغيرها من الدول العربية والإسلامية, التي شهدت مشروعات غير نزيهة لقوى الشر والبغي والعدوان، فتوقف ذلك عند الحدود التي تحفظ للأمة أمنها وسلامتها.
إن بلادنا، بفضل الله، تمضي في مسيرتها مع الملك سلمان «يحفظه الله» إلى غاياتها في التنمية والنمو، والحفاظ على مكتسبات الأمة، انطلاقا من مسؤولياتها التاريخية بوصفها أرض الإسلام، ومنبع العروبة، وحامية الحرمين الشريفين، وتلك أمانة ومسؤولية عظيمة يقوم بها كل سعودي وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين بكل اعتزاز وإخلاص وتجرد ونكران ذات، وهذا نهج بلادنا منذ التوحيد وحتى العهد الزاهر للملك سلمان بن عبد العزيز, الذي يقود المسيرة بكل قوة وتفان.
لقد ارتفعت رؤوس السعوديين في وطنهم، وفي كل أنحاء العالم اعتزازا بقيادتهم التي بدأت على يديها إعادة هيبة أهل التوحيد تحت قيادة ملك بلاد التوحيد، وقدمنا للعالم بأسره دروساً في الوحدة الوطنية والمحافظة على اللحمة الوطنية، وخدمة الحرمين الشريفين، وكانت مواسم الحج أبلغ التجارب التي وقف فيها السعوديون وقيادتهم على قلب رجل واحد في خدمة ضيوف الرحمن، وذلك كفيل بأن يحطم مساعي الساعين لتشويه شخصية السعوديين الذين أذهلوا العالم في إدارة حشود الحج، بما يجعلهم القدوة والنموذج في قيادة أكثر من مليار ونصف المليار من أهل القبلة الواحدة التي تلتقي في حب بلادنا، واحترام شعبنا وقيادته، فهنيئا لنا بمليكنا ولأمتنا بهذه القيادة الاستثنائية، ولها منا كل الوفاء والعهد بأن نبقى على قيمنا و مبادئنا ومحبتنا من أجل استقرار الوطن والأمة.
صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز - أمير منطقة القصيم