«الجزيرة» - أحمد القرني:
يعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، واحداً من أهم أذرع مملكة الإنسانية في مساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة المنكوبة، حيث خدم حتى الآن أكثر من 60 مليون مستفيد في كافة أصقاع الأرض.
وكان آخر أعمال المركز تكليفه من قبل خادم الحرمين الشريفين بالاضطلاع بحملة إغاثة الشعب السوري الشقيق التي وجه بها الملك سلمان بن عبد العزيز. وعلى الرغم من العمر القصير للمركز، حيث لم يمض على تأسيسه إلا أقل من عامين، فقد وصلت خدماته إلى أكثر من 60 مليون مستفيد في كافة أرجاء الكرة الأرضية، حيث نفذت أكثر من 80 برنامجا تتوزع على مشاريع الأمن الغذائي، ومشاريع المساعدات الإنسانية، ومشاريع المساعدات الطبية والبيئة. وتعاون المركز لتنفيذ هذه البرامج مع أكثر من 30 جهة عالمية، سواء المنظمات التابعة للأمم المتحدة، أو المنظمات الأخرى، والمتخصصة المعتمدة والموثوقة عالمياً.
ولا يميّز المركز في مساعدات بين دين أو عرق أو جنسية، بل إنه مصدر خير للعالم أجمع، منطلقاً من كون المملكة العربية السعودية، هي دولة السلام والصداقة والوفاء للجميع.
وتوّج المركز الذي تأسس في 24-7-1436 هـ بكلمة ضافية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - قال فيها: انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال.
فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة».
وقال الملك المفدى «إننا بهذه المناسبة نُعلن عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز، إضافة إلى ما سبق أن وجّهنا به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق.
وشدد على أن «هدفنا ورسالتنا سيكون السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، وحرصاً منا على إخواننا في اليمن الشقيق، وفي إطار عملية إعادة الأمل فسيُولي المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعاً. ونسأل الله للجميع التوفيق والنجاح، وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا العربية والإسلامية الأمن والاستقرار، وأن يسود السلام كافة أرجاء المعمورة».
ويعمل المركز حالياً عبر مجموعة من البرامج المصممة وفق أحدث النماذج العالمية لكي يكون امتداداً للدور الحيوي الذي لعبته برامج الإغاثة والعون التي تقدمها المملكة العربية السعودية للمجتمعات المنكوبة وذلك لمساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، بهدف توحيد العمل الإغاثي للمملكة في الخارج، والتنسيق بين كافة الجهات ذات العلاقة بالأعمال الإغاثية (الحكومية وغير الحكومية) في المملكة . وتعد عملية (إعادة الأمل) لمساعدة الشعب اليمني الشقيق أولى البرامج التي تولاها المركز بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين .
واعتمد المركز رؤيته التي تشير إلى «أن نكون مركزاً رائداً للإغاثة والأعمال الإنسانية وننقل قيمنا إلى العالم، في حين إن رسالته «إدارة وتنسيق العمل الإغاثي على المستوى الدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئات المتضررة بما لا يتعارض مع المصالح الوطنية.
وضمن الأهداف الإستراتيجية التي وضعها المركز بناء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية باعتباره مؤسسة تتميز بالفاعلية والمرونة والنشاط، بناء فريق من الموظفين المتميزين بالأداء العالي والمهنية و الخبرة.
وفيما يتعلّق بالأعمال الإعانية والإنسانية، فإن المركز يهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والخيرية الخارجية للمملكة العربية السعودية، وتطوير الشراكات مع المنظمات الرائدة في العمل الإنساني، وتطوير آلية فعَّالة تضمن الاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمات الإنسانية، وزيادة أثر المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية بهدف استدامتها من خلال تحسين عمليات الإشراف والمتابعة والتقييم.
ووضع المركز عدة عوامل تمكين لتحقيق أهدافه من أبرزها استقطاب المتطوعين وتأهيلهم للمشاركة في جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية، إنشاء نماذج فعَّالة لجمع التبرعات، وبناء شبكة قوية من الداعمين و المتبرعين.
ويقول الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على المركز إن «العالم يواجه اليوم العديد من التحديات التي تؤثّر على حياة الإنسان وعيشه الكريم، ومع تعدد هذه الأحداث مثل الكوارث الطبيعية والحروب أو الظروف الصعبة التي تعاني منها بعض الدول والمجتمعات أصبح الإنسان تحت وطأة المرض والجوع وفقدان المأوى مع انعدام فرص التعليم والرعاية الصحية».
مبيّناً أن «المملكة العربية السعودية تقدّمت دول العالم من حيث حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية مما جعلها محط إعجاب وتقدير المنظمات والهيئات المختصة وقبلة للعالم لرفع معاناة الشعوب والمجتمعات والدول».
وشدد الربيعة على أنه «حرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي العهد - حفظهم الله- على توحيد الجهود وبناء ذراع تمثّل جهود المملكة العربية السعودية في النواحي الإغاثية والإنسانية والتنموية لدعم الدول المحتاجة جاء التوجيه الكريم بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليعكس صورة مشرقة لما تقدّمه هذه البلاد للمجتمع الدولي من جهود كبيرة تساهم في رفع معاناة الإنسان والمحافظة على حياته وكرامته امتداداً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يأمرنا بإغاثة الملهوف والمحافظة على حياة الإنسان بعيداً على كل الدوافع، وأن نكون رمزاً يحتذى به، بالتعاون مع المنظمات والهيئات الإغاثية المحلية والدولية .
ويتوزع عمل المركز على ثلاثة إستراتيجيات هي:
البرامج الإغاثية والإنسانية
تنطلق إستراتيجية المركز الإغاثية في هذا الإطار من ضرورة سرعة وفعالية الاستجابة لتقديم المساعدات خارجياً من خلال الشراكات مع مؤسسات دولية ذات خبرة كبيرة وموثوقية عالية لإيصال المساعدات لمستحقيها وتحت إشراف مباشر ومتابعة وتقييم من فريق مختص محترف تابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في حالات الأزمات والكوارث. فقد صُممت البرامج الإغاثية التي يقدّمها المركز للمساعدة في ضمان توفير الاحتياجات المعيشية للمحتاجين والمنكوبين، ويشمل ذلك تقديم الأعمال الغذائية والإنسانية والمستلزمات والأدوات الطبية والعلاجية وتوفير المأوى والبرامج الإنمائية والتنموية .
معهد تدريب المتطوعين
يرى المركز أن العمل التطوعي هو إحدى الدعائم المهمة في الأعمال الإغاثية والإنسانية ، ولعل الاستثمار الأمثل هو إيجاد كوادر وطنية من الجنسين وتدريبها على العمل التطوعي الإغاثي والإنساني بشتى جوانبه ليصبحوا رصيداً واعداً لهذا الوطن المعطاء، لذا فإن المركز يعد لإنشاء مركز لتدريب المتطوعين على العمل الإغاثي بالتعاون مع الجامعات والمنظمات المختصة .
مركز البحوث والدراسات
يعتبر المركز البحث والقياس هو نهجاً علمياً مهماً ويعتبر هو محور التطور والنمو في كل الأعمال والبرامج، وحرصاً من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على أن يكون نهج العمل مبنياً على المعيار العلمي الحديث، لذا فإن المركز بدأ يعد لإنشاء مركز للبحوث والدراسات في مجالات الإغاثة المختلفة لتكون نتائج تلك الأعمال رافداً لتطوير أعمال المركز ومنبعاً للعلم وإثراء العالم .