فهد بن جليد
يحق لنا أن نتفاءل بالمستقبل الخليجي كغدٍ «قوي ومتين» سيبقى -بتوفيق الله وعونه- صلبًا صامدًا في وجه الرياح العاتية، والعواصف والتقلبات السياسة العالمية، فكلما اشتدت العواصف أظهر أهل الخليج مدى وحدتهم، وأصالة معدنهم، ووقوفهم صفًا واحدًا في وجه كل المخاطر..؟!. نحن اليوم أمام إنجاز مهم وتاريخي استطاع خلاله سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الذي يُمثل جيل «الشباب الخليجي» ومستقبله الواعد، أن يلعب دورًا كبيرًا في التواصل مع الأشقاء في عُمان، ليقلب «موازين المنطقة» وتُعلن السلطنة انضمامها إلى التحالف الإسلامي لمُكافحة الإرهاب، مما يؤكد اقتناع جلالة السلطان قابوس المعظم الذي يُمثل جيل «حكماء العرب والخليج» إلى جانب أخيه خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي -حفظهم الله- بأهمية هذا التحالف والدور الكبير الذي تلعبه السعودية من أجل مكافحة الإرهاب، بعد تأنٍ في قراءة ودراسة الوضع، وقناعة تامة بهذا التحالف، في وقت ظن فيه بعض المُحللين والمُراقبين أن مثل هذا التباين في وجهات النظر بين دول الخليج يعني نهاية مشروع المجلس، وربما يُهدد مُستقبله، وإذ «بحكمة قابوس» تظهر في الوقت المُناسب، وقبل انتهاء العام الميلادي، وكأنَّها رسالة تجعلنا نبدأ عامنا الجديد 2017 الذي نعيش أول أيامه اليوم، بالأمل والتفاؤل والتعاضد!
الترحاب الشعبي والرسمي الخليجي -غير المسبوق- لعودة السلطنة إلى الحضن الخليجي بقوة وعزم وحزم، بعد الإعلان عن أن سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان تلقى موافقة السلطة عُمان بانضمامها إلى دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده السعودية، لمسنا أثره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمية والخاصة، والمجالس الشعبية وأحاديثنا خلال الأيام الماضية، كلها تؤكد المكانة الكبيرة والمهمة في قلب كل خليجي لـ عُمان البلد، عُمان الإنسان والشعب، وقبل ذلك عمان السلطان والقائد والأب الحكيم، وأن سحابة الصيف العابرة انقشعت إلى غير رجعة، وسماء الخليج صافية أكثر من أي وقت مضى، لتكون دولنا الخليجية، وعلاقتنا البينية، ووحدة صفنا -كما هي دومًا- نموذجًا يُحتذى به في معنى الإخوة والتكامل، والانسجام التام بالتعاون والتشاور المُستمر.
أهلاً بـ عُمان في مكانها الطبيعي بين شقيقاتها، ليكتمل بذلك عقد دول الخليج المُشاركة في هذا التحالف الإسلامي الذي يُشكل أملاً في القضاء على الإرهاب، وحماية الشعوب الإسلامية من خطره. وعلى دروب الخير نلتقي.