عبد الرحمن بن محمد السدحان
تحتفل بلادنا الغالية هذه الأيام، بالذكرى الثالثة لتوليَّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أعزّه الله بنصره وتوفيقه - مقاليد حكم البلاد، وبحلول هذه المناسبة المباركة، نتذكّر بفخر وإكبار بعضاً من منجزات العاميَّن السابقيْن من عهد أبي فهد الحزم والإنجاز والتحدي نحو غد أفضل.
* * *
ولما كنتُ معنياً بالتنمية، حدَثاً وحَدِيثاً وتخصُّصاً، فسأكرَّسُ هذه المداخلة للكتابة عن (الانتفاضة التنموية) المباركة التي تشهدها بلادنا منذ ولادة فجر هذا العهد السعيد، عبر عدة محاور وغايات، إمّا تصحيحاً وتقويماً في بنية التنمية القائمة، وإمّا إحداثاً لكيانات إدارية جديدة، تعالج أوجهَ القصُور في الحراك التنموي القائم، مضيفةً بذلك مزيداً من سُعرات الفعالية إلى مخرجات رفاهية المواطن!
نعم.. لقد شهد هذا العهدُ المبارك منذ ولادته، منظومةً من إيجابيات التحول الممُنْهَج مُؤزَّراً بتشريعات إدارية واقتصادية واجتماعية تتعلقُ بمخرجات البنية التنموية، تصبّ فـي مصلحة الوطن والمواطن، وكان أبرزُ ملامح هذا التحول أنه لم يكن انتقائياً ولا عشوائياً، بل وتشتركُ في إنجَازِه معظمُ أوعيةِ التنمية القائمة، أصولاً وفروعاً.
* * *
بدأ هذا الحراك الطموح بإعادة تعريف وتفعيل أهداف ورؤى وخطط كل جهاز إداري على حدة وفق خطة ديناميكية مباشرة، وضع أدواتها وتابع أداءَها بيقظة حازمة مجلسُ الشؤون الاقتصادية والتنمية، منذ إنشائه قبل نحو عامين، وكان هذا المجلس فاتحة انتفاضة إدارية وتنموية شاملة في بلادنا لم نشهد لها مثيلاً من قبل، أهمُّ ما يميزه رصدُ المشكلة عن قُرب، واتخاذ القرار لمواجهتها، ومتابعة تطبيقه، ثم تقويم آثاره وتصحيح مساره إنْ وجدت الحاجة لذلك.
* * *
لن أزعُمَ أن هذا الحراكَ المبارك جاء متأخَّراً، بل إنني كمتابع لمسار التنمية فـي بلادي منذ أكثر من أربعين عاماً حتى الآن أقول بكل تجرُّد وصدق وثقة إنه جاء فـي زمانه ومكانه استجابةً صادقةً لحاجة مُلحة له، كنا نترقب نشوء هذا الحراك بعد أن تعرضت بعضُ آليّات وممارسَات التنمية في بلادنا لقدر من الترهل والتقهقر مصحوبٍ بشيءِ من البطء فـي ممارسة أدوارها التنموية، إلى جانب تراجُعٍ فـي رصد تلك الظواهر وإخضاعها للبحث والتحليل وطرح مبادرات ذكية للتعامل معها.
* * *
لقد ركزتُ في هذه المداخلة القصيرة على ما أحسبه أهم منجزات عهد الملك سلمان المظفرّ، في مجالات التنمية، التي تبدأ وتنتهي، اهتماماً وإحْدَاثاً وحَدَثاً، بالإنسان السعودي، تذليلاً لمكونات العيش والمعاش، والصعوبات التي يفرزها التطبيق.
***
لم أعنِ في حديثي السابق القول إن منجزات عهد مليكنا الغالي سلمان، قد اقتصرت على التنمية في أجليْها الطويل والقصير فحسب، بل شملت حقولاً أخرى لا أستطيع في هذه المساحة المحدودة الخوضَ فيها تفصيلاً كالسياسة الخارجية والشؤون الأمنية والدفاعية والاجتماعية وغيرها، محلياً وإقليمياً وعالمياً، خذ مثلاً الحملة المباركة التي قادتها المملكة مشاركةً مع بعض دول التحالف العربي، لاجتثاث شأفة التمرد الحوثي الغاشم في اليمن الشقيق، ونصرة الشرعية المحلية هناك، وتقطيع أوصال النفوذ الصفوي الإيراني الدخيل، بهدف دنيء وظالم، هو الوصولُ إلى ترابنا الطاهر، بَدْءاً وانتهاءً بمقدسات مسلمي الأرض فـي مشارقها ومغاربها، مكة المكرمة والمدنية المنورة، -حرسهما الله - من جور كل جائر، وجعل تدبيره تدميراً له.
* * *
وبعد..،
* فبارك الله لهذا الوطن وأهله في عهد سلمان الخير والحزم والبناء، وبارك لنا جميعاً فيما تم إنجازه في ظل هذا العهد المجيد، ودعاء من الأعماق، أن يعزَّ الله هذا الوطن، قيادةً وشعباً وكياناً، وأن يُذِلَّ من يحاول النيْلَ من سيادتِه وأمنِه وكرامتِه.