د.مساعد بن عبدالله النوح
الأسر في هذه الأيام في حالة تعبئة نفسية واجتماعية وصحية، بسبب اقتراب موسم الاختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، حيث تلجأ كثير من الأسر إلى وضع برنامج يتناسب وطبيعة هذه الأيام. وتعيش الأسرجو الاختبارات كما لو كانت هي التي تختبر وليس أبناءها. ويستوي اهتمامها بأبنائها في هذا الموسم الصغير والكبير والحريص وغير المكترث، ولا شك أن بعض الأبناء يتطلب مزيداً من الاهتمام؛ نظراً لعامل أو أكثر يتعلق بشخصيته.
لقد ظهرت كتابات عدة عن قلق الاختبارات للطلاب، كما وجدت حكم وأمثال عن الاختبارات، وشاهدت وسمعت حالات مرضية تتزامن مع موسم الاختبارات داخل القاعات الدراسية وخارجها.
ويشعر أي مربٍ غيور بالقصور؛ لأنه قد قصَّر بدوره التربوي؛ للتوعية بطبيعية الاختبارات. وهو يتطلب مجهوداً متواضعاً؛ للعمل على إزالة هذا القلق. ويتمثل هذا الدور في رصد وعرض مجموعة من التوجيهات التي من شأن الأخذ بها يساعد على التخفيف من حدة الشعور برعب الاختبارات. ونظراً لكثرتها أمكن توزيعها إلى ثلاث مجموعات هي:
توجيهات ما قبل الاختبارات:
- الاستعانة بالله تعالى، والثقة بعونه وتوفيقه، قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69 سورة العنكبوت).
- تهيئة المناخ الأسري المناسب للمذاكرة المثالية، بمعنى على الأبوين تجنب المناقشات الحادة فيما بينهما أو مع أحد الأبناء؛ لئلا تتسبب في تشتيت انتباههم وإثارة قلقهم.
- عقد الإرادة والعزيمة للمذاكرة الجادة رغبة في النجاح المشرف، وبالتالي إدخال السرور على الوالدين.
- جدولة المواد الدراسة، حيث تأتي في الصدارة المواد التي تتطلب مذاكرة جادة ومركزة ثم تتدرج نزولاً إلى المواد التي تتطلب مجهوداً أقل.
- ترتيب الموضوعات في المواد بحيث تأتي الموضوعات الصعبة وتليها المواد الأقل صعوبة لتوزيع الوقت والجهد عليها.
- تركيز ساعات اليوم على المذاكرة؛ لأن العلم لا يعطيك جزءه إلا إذا أعطيته كل ما تستطيع من وقت وجهد.
- قول الدعاء: اللهم إني استودعتك ما قرأت، فاحفظه لي، وأعنَّي على تذكره وقت حاجتي له. فإنه من الأسباب المعينة بعد الله على التذكر.
- تخصيص فترات للترويح عن الذهن والنفس. ويمكن لأحد الأبوين مساعدة الأبناء في جدولة ساعات اليوم في البيت.
- إشعار الأبناء بأنهم محل ثقة الأبوين وأنهم قادرون على اجتياز الاختبارات بدرجات مرتفعة وبتالي تحقق رضا الوالدين عنهم.
- تهيئة أماكن للمذاكرة من حيث التهوية المتجددة والإضاءة الجيدة ومستلزمات التقنية التي تتطلبها المواد التي يدرسها الأبناء.
- إشعار الأبناء بحوافز عينية لمن يتفوق في نجاحه، وخصوصاً عندما يكون للأبناء طلبات تحتاج مبالغ مرتفعة.
- الانتظام في الدراسة حتى آخر يوم فيها؛ للاستفادة من فترات المراجعة في تناول موضوعات صعبة، أو لم تحضرها في وقت تناولها بسبب غياب ما.
- تحديد أشخاص معينين من زملاء الفصل أو السنة الدراسية لتواصل معها لما يخدم المذاكرة.
توجيهات أثناء الاختبارات:
- مراعاة فترات الاختبار من حيث الحضور المبكر لها، والالتزام بزمن كل مادة، وتوزيع زمن الاختبار على الإجابة عن الأسئلة لكل مادة.
- القراءة الشاملة لكل الأسئلة، ثم البدء بالسؤال الذي تعرف إجابته ومراجعتها فور الانتهاء منها حتى تطمئن على سلامة الإجابة علمياً ولغوياً.
- الانصراف من قاعة الاختبار فور الانتهاء من الإجابة؛ لئلا تتسبب في إثارة الإزعاج للآخرين.
- مراجعة الإجابات مع المعلمين أو مع من هو محل الثقة؛ لبث الطمأنينة لدى الطلاب حيال إجاباتهم.
- تنظيم ساعات الراحة والنوم في البيت؛ لأن الجسد إذا تعب يصعب عليه المذاكرة والاستيعاب والتذكر.
- تناول وجبات غذائية منتظمة والمنبهات المسموح بها في البيت تساعد الجسم والذهن على تشكيل الطاقة وتوقدها.
- توجيه الأبناء بعدم الانشغال بأدائهم في المواد التي تم الاختبار فيها؛ لأنه قد يتسبب في إضعاف العزيمة على مواصلة الجد والاجتهاد في المواد الأخرى التي لم يتم الاختبار فيها.
- دفع الأبناء على الاستفادة من الأخطاء التي حدثت منهم وتسبب في قصور أدائهم في المواد السابقة، من تأخر في الاستيقاظ صباحاً أو الخروج من البيت متأخراً أو التخطيط غير الواعي لقراءة أسئلة الاختبار والإجابة عنها.
- عدم الانشغال بأداء الآخرين سواء أكانوا متفوقين أم متأخرين دراسياً، لأنه قد يتسبب في خلق قلق ما تجاه أداء سابق في الاختبارات، وبالتالي قد يؤثر على التركيز في مذاكرة المواد الأخرى والأداء الأمثل لها.
توجيهات ما بعد الاختبارات:
- تعويد الأبناء على تقبل نتائج ما بعد الاختبارات من نجاح ورسوب وتفوق وإخفاق ولاسيما إذا فعلوا ما بوسعهم من جهود منظمة وموجهة والرضا بها.
- مراجعة الأسباب المسؤولة في انخفاض نتائج المواد؛ لتلافيها في الفصول الدراسية اللاحقة.
وفق الله الجميع.