محمد البكر
طويت صفحة سيئة من صفحات الرياضة السعودية امتدت لأربع سنوات عجاف. سنوات كانت مليئة بالفوضى، وبالقرارات المتضاربة والانتقائية. رحل ذلك الاتحاد الذي ساهم في تهييج الشارع الرياضي بقراراته العجيبة. رحل ذلك الاتحاد ورحلت معه لجان لم تحترم العدالة، ولم تقم وزناً للحق. رحلوا غير مأسوف عليهم خاصة لجنتي الحكام والانضباط.
برحيل ذلك الاتحاد، فتحت صفحة جديدة، يتطلع الرياضيون من خلالها لتأسيس منظومة كروية تتماشى مع مبادئ المنافسات الشريفة، وتتوافق مع رؤية المملكة 2030.
لقد دمر الاتحاد السابق متعة كرة القدم، وعملت لجانه على تشويه مبادئ المنافسات، وتركت إرثاً يصعب تجاوزه مبني على التعصب الأعمى. ولهذا فإن المطالبة بتنظيف بيئة المنافسات تأتي في مقدمة مطالب الأوساط الرياضية
«الشريفة» التي تريد فعلاً دورياً بلا شبهات أو تأثيرات من هنا أو هناك. تريد رئيساً قوياً لا يقبل بأي تهديد أو وعيد، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلف الكواليس.
نجح د. عادل عزت ومعه فريقه «الشبابي»، ومع أنني كتبت من قبل أنني لم أسمع عنه ولا عن منافسه الأستاذ سلمان المالك، كما تمنيت فوز المنافس الثالث الأستاذ خالد المعمر استناداً لخبرته وتجربته الرياضية، إلا أن ذلك لا يمنع من مؤازرة الفائزين، وفي مقدمتهم د. عزت والأستاذ ياسر المسحل وباقي الأعضاء.
خطوة اللجنة الأولمبية الذكية بحجب أصواتها أفسدت على بعض مرضى «المؤامرات» تشويه العملية الانتخابية والطعن في نزاهتها. إلا أنني لست مؤيداً لذلك التوجه، فمن حق اللجنة الأولمبية أن ترشح من تراه مناسباً ومفيداً للكرة السعودية رضي من رضي، وغضب من غضب.
لن أسير في ركب «المادحين» فأمدح الرئيس الجديد وفريق عمله فور إعلان النتائج، لأنني كما الكثيرون ننتظر النتائج العملية والخطوات القادمة لهذا الاتحاد.
لقد سمعنا منهم الكثير من الوعود، لكننا ننتظر منهم عملاً مؤسسياً منضبطاً، عادلاً، متوازناً وموازناً بين نزاهة المسابقات المحلية ومسيرة المنتخبات السعودية (من جهة) وبين الخطط الإستراتيجية للاستثمار والتخصيص والرعايات التي تدر مئات الملايين لاتحاد الكرة والأندية (من جهة ثانية).
أخيراً.. أقول بأن المشجع الرياضي هو الأساس الذي يجب أن يحظى بالاهتمام والعناية وتحقيق مطالبه، ومن هنا يجب الانتباه لضرورة تحسين بيئة الملاعب من لحظة دخوله للملعب وحتى لحظة مغادرته، مروراً بمواقف السيارات وتصرف رجال الحراسة معه، ووسائل النقل البديلة والخدمات التي يحتاجها مع أطفاله.
كم أتمنى أن تُشكّل لجنة مستقلة أسوة بباقي لجان اتحاد القدم لا «همّ» لها، إلا متابعة كل ما يحتاجه المشجع، لنضمن أكبر عدد من الحضور. هذه فكرة سهلة التطبيق كثيرة المردود.
المولد ونواف.. ماذا جرى؟!
سؤال اعتقدت أنني الوحيد الذي أطرحه، قبل أن أكتشف بأن الكثير من الزملاء يطرحونه. السؤال يدور حول ما الذي حدث لأفضل ثنائي في ملاعبنا السعودية في وقتنا الحاضر «فهد المولد ونواف العابد» كي يصبحا أفضل لاعبين سعوديين!!. فمن تابع أداء الاثنين في الموسم الماضي لا يصدق أنهما نفس اللاعبين اللذين يحظيان بأكبر عدد من المعجبين.
قلت قبل عام بأن فهد المولد نجم من ورق، وحينها كنت مؤمناً بذلك الرأي عطفاً على ما قدمه آنذاك. لكن من المستحيل أن أتجرأ أنا أو أي ناقد آخر على التقليل من نجومية هذا الشاب عطفاً على ما قدمه مع منتخبنا الوطني ومع ناديه الاتحاد. فالمولد حالياً يُعتبر من أفضل نجوم الخليج وليس المملكة فقط، ولهذا لا أجد تناقضاً بين رأيي فيه الموسم الماضي وهذا الموسم. فالرأي والحكم كان على الأداء وليس على الشخص.