سلطان المهوس
لا أحد يدرك حجم أهمية وجود المرشح «أبو عظمة» ضمن قائمة المنافسين على رئاسة اتحاد الكرة، فهذا الرجل قلب الموازين والتكتيكات والسيناريوهات المرسومة، فبوجوده أصبحت جولات التصويت للرئيس ثلاثاً وهنا الأهمية الكبرى التي صنعها «أبو عظمة»، فخروجه وصعود ثلاثة مرشحين للجولة الثانية أربك الأصوات تماماً وأعاد الحسابات مجدداً، ولكم أن تتخيلوا أن «أبو عظمة» غير موجود، وأصبحت الجولات اثنتان فهل ستكون النتيجة ذاتها ..!!؟
«أبو عظمة» رغم حصوله على صوت واحد، إلا أنه قدم خدمة تاريخية لتتويج عادل عزت، وإرباك منافسيه المعمر والمالك بالجولة الثانية، فقد قضى كل منهما على الآخر وأنهكا بعضهما البعض ليدخل المالك المنعطف الأخير متوتراً وفاقداً للتركيز بالبوصلة الانتخابية، لتعود الأمور لنصابها المتوقع ويفوز «عزت» بشكل مريح، ما كان ليحصل لو كانت الانتخابات من جولتين، وهنا يجب أن لا نهمل التفاصيل مهما كان حجمها فقد تكون الورقة الأكثر تأثيراً ..!
هذا ما حصل أثناء الانتخابات فما المؤثر الآخر قبل الانتخابات ؟
عندما علمت أن رئيس نادي النصر دعا أعضاء الجمعية العمومية لـ«وجبة» عشاء، أيقنت أنها الضربة القاضية لسلمان المالك التي ستطيح به من حلبة السباق، فكيف يرضى «منافس» شرس دفع الكثير من المال والجهد أن يختم صورته بوجبة عشاء داخل قصر رئيس نادٍ ..!!
لقد ضرب «المالك» مصداقية استقلاليته عرض الحائط وهو ما استفز «الكثيرين» حتى المتعاطفين معه، ويبدو أنه كان «مجبوراً» أو خانته «الخبرة» بمثل تلك الأمور، وقد كان له فرصة الظهور بشكل أفضل انتخابياً لو اختفت «وجبة» فيصل من برنامجه ..!!
اليوم نحن مع رئيس جديد ومختلف «عادل عزت» وبقدر دعواتنا له بالتوفيق، فإنّ إعطاءه الفرصة كاملة لبداية عمل طويل ممتد لأربع سنوات قادمة، هو حق أصيل له ولفريق عمله لاسيما وأن الاتحاد السابق لم يكن منظماً بشكل احترافي رغم الاجتهادات التي قام بها دون أن ننسى شكر «أحمد عيد» ورفاقه.
فقط لنتذكر أن «عادل عزت» ورفاقه يقودون الكرة السعودية التي يهمنا أن تظل رائدة ومتقدمة، وبدون النوايا الطيبة واستشعار مسؤولية العمل الجماعي الذي لا يمس بحرية النقد الإعلامي وآدابه لن نصل لشيء أبداً.
«عصر ذهبي جديد».. كلنا بانتظاره.
قبل الطبع:
في البدء يتجاهلونك ، ثم يسخرون منك ، ثم يحاربونك، ثم تنتصر ..!
«المهاتما غاندي»