حمد بن عبدالله القاضي
أنا مع النقد لكل خطأ أو تقصير سواء صدر من مؤسسة أو جاء من فرد!
ولكن أنا مع النقد الموضوعي الذي يلتزم بأدبيات النقد والاختلاف وفي ناصيتها أن يكون النقد بأسلوب مهذب وكلمات غير بذيئة أو ساخرة، وثانيها أن يكون مبتعدا عن التناول الشخصي، بل يكون النقد للعمل الذي صدر أو القول الذي جهر به المتحدث، وثالثها أن النقد يجب ألاَّ يتعامى عن الإيجابيات، فكل عمل له جانب إيجابي وسلبي ما عدا إذا كان الخطأ متعمداً فهذا يتحتم التركيز عليه والجهر بنقده.
النقد يعني العدل والتقويم، ولا يعني البتة البحث عن الخطأ والفرح به وما أصدق الشاعر العربي الحكيم:
إن يسمعوا سبّة طاروا بها فرحا
منِّي وما يسمعوا من صالح دفنوا
إن النقد إذا اعتمر رداء الموضوعية، وحمل راية الإنصاف، وابتعد عن الأهواء الشخصية مع طرحه بكلمة طيبة فإن هذا النقد أدعى لإصلاح الخطأ واستجابة المنقود، فضلا عن أنه لا يبقى في القلوب كرها أو بغضاء.
إن المؤسف هو حرص البعض وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي على البحث عن أخطاء تلك الجهة أو ذلك الشخص، وبعضهم ليس بهدف الإصلاح ولكن بهدف الإساءة أو الشهرة، بينما تجدهم يتعامون ولا ينشرون مئات الإيجابيات والحسنات،
المؤسف أن البعض تجده يفتعل الخطأ بقول أو صورة أو يوظف أي تصرف أو يبتسر القول أو يجتزّه من سياقه ليحقق غرض الإثارة والإساءة والله الذي جلّ في علاه يقول: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}.
إن نشدان الحق والإنصاف تحتم علينا أن نميت قول الزور فلا نهرول وراء نقد غير منصف أو "ننشر أو نردد إشاعة مغرضة كثيرا ما يثبت فيما بعد وقت قصير أنها غير صحيحة.
علينا أن نتثبَّت قبل أن ننقد وأن نتحرى قبل أن "نطير بالعجة" والله لا يحب الجهر بالسوء إلاَّ من ظُلِم.
ختاما: البياض يبقى والسواد ينقشع ولا يبقى إلا ناصع الفعل وصادق القول
=2=
إصغاء..!
لا أحد يسمع أحدا عندما يلتقي الناس بلقاء أوجلسة أو لجنة الكل يتكلم
أينهم من قول الحكيم
وتراه يصغى للحديث بقلبه
وبسمعه ولو أنه أدرى به
=3=
آخر الجداول
شعر: عبدالعزيز المقالح :-
((إلهي..
هل للكلام المحوَّط بالسر ان يفتدي وحشة الغاب
ان يمنح القلب شيئا من الضوء
شيئا من الصلوات تّطهَّر هذا الكيان العتيق
وتغسل عنه سواد الخطيئة)).