د. توفيق عبدالعزيز السويلم
استقبل الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي والدول الصديقة والشقيقة في العالم، ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله تعالى، والتي توافق الثالث من ربيع الآخر الموافق (1 يناير 2017)، وتُعَد هذه هي البيعة الثانية في تاريخ توليه ملك البلاد، وهذه المناسبة ترسم صورة نموذجية وسعيدة تتجسّد فيها معاني الحب والتلاحم والولاء بين الشعب والقيادة الحكيمة بالمملكة العربية السعودية، وإخواننا من الدول العربية وأصدقائنا من الدول الشقيقة.
تفتخر قيادات وشعوب العالم بالقيادة الحكيمة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، منذ توليه مقاليد الحكم في الثالث من شهر ربيع الآخر لعام 1436هـ، وظاهرة تنمية روح التعاون في المجتمع على المستويات المحلية والإقليمية والدولية... والحفاظ على قيم الوحدة الوطنية، وتحقيق الرفاهية للمواطن السعودي وتوفير حياة كريمة له، والاهتمام بتوفير السكن والخدمات المختلفة من رعاية صحية وتعليمية واجتماعية للمواطنين، ودعم التعليم من أجل أن تكون مخرجاته متوافقة وداعمة لما تهدف إليه خطط وبرامج التنمية من توفير فرص العمل في القطاعات المختلفة، وتنمية جميع القطاعات الاقتصادية والصناعية بالمملكة، وللمكانة الدولية للمملكة العربية السعودية بين دول العالم. إذ إنّ هاجس التنمية الوطنية لدى الدول والقيادات والشعوب هو الهاجس الرئيسي.
وفي ظل التغيرات والأزمات العالمية وحاجة الدول والشعوب إلى قيادات ناضجة، كأمثال القيادة السعودية التي لها القدرة على مجابهة التحديات التي تمر بها دول المنطقة، والدور العظيم الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في حل قضايا المنطقة، فمنذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية بداية 2015، كانت له رؤية جديدة شاملة لحل الكثير من المشاكل في الخليج العربي بالإضافة إلى الأزمات الإقليمية، فبادرت المملكة بالتعاون مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي في اتجاه حل تلك القضايا بكل أشكالها على الصعيد السياسي والاقتصادي وفق الأطر الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية، وصولاً إلى التدخل العسكري في اليمن لإعادة الحكومة الشرعية.
وفي هذا التوقيت يواجه العالم الكثير من التحديات الإقليمية والدولية، التي تضع المجتمع السعودي قيادة وحكومة وشعباً أمام مسؤولية كبيرة للحفاظ على قيم الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي، من خلال ترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم الوطني وعلى المساهمة في صناعة السلام العالمي بين الدول والشعوب، إنّ ذلك يتطلب أن تتناغم مؤسسات الدول وخاصة التشريعية والدينية والتعليمية لتعزيز الدور المناط بها في ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية للأجيال القادمة لتنشئة مواطن يعتز بدينه وملكيه ووطنه، وذلك لسد الباب على الحاقدين وأعداء الوطن في المرحلة الحالية الحرجة التي تمر بها المنطقة.
إنّ وجود برامج ومبادرات هادفة التي يستعرض فيها تاريخ المملكة العربية السعودية وأسس بناء الدولة السعودية، وتكريم أبناء العسكريين المرابطين على الحدود، والإشادة بهم وبدور أولياء أمورهم في حماية الوطن والذّود عن مكتسباته، وإبراز أسماء وصور المرابطين على ثغور الوطن، وتفعيل دور الحوار الوطني الهادف إلى تعزيز الانتماء الوطني وسبل المحافظة على أمن الوطن، وتحقيق الرفاهية والتقدم المنشود على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القطاعات سيحقق برامج وتنمية وآمال القيادة الحكيمة.
وأخيراً بمناسبة ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله تعالى، ندعو جميع الشرائح الاجتماعية من الدعاة وأئمة المساجد، وهيئة كبار العلماء، والمعلمين وأساتذة الجامعات، وفئات الشباب، رجال وسيدات الأعمال، مؤسسات المجتمع المدني، الإعلاميين، أصحاب التوجهات الفكرية من الكتّاب والنخب والأكاديميين والعلماء، إلى تأصيل وترسيخ وتعميق مبدأ التعاون والحب والتلاحم والثقة والولاء للوطن وقيادته الحكيمة، وتجسيد ذلك في جميع المناسبات الدينية والوطنية، للوطن الغالي، دام عزك يا وطننا الغالي.