الجزيرة - أحمد المغلوث:
بعض الأحبة من رؤساء الصحف في عالمنا العربي باتوا يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من استمرار التراجع عن الإقبال على صحفهم ومجلاتهم والحقيقة أن هذا بات أمرا واقعا عانت منه صحف عالمية شهيرة لها من العمر (عتيا)ومنذ بدأ البث التلفزيوني في محاولاته الأولى من خلال اختراع الألماني (بول نبكو)عبر سلسلة من الصور المتحركة عام 1884م ومرورا بأول إرسال تلفزيوني عام 1928م وكان بالأبيض والأسود وأصحاب الصحف وحتى الإذاعات وهم يعيشون قلقا من أن تسحب هذه التقنية زبائنهم وعملائهم الذين يستفيدون من خدماتهم أكان من خلال الإعلانات في الصحف الورقية أو من خلال البث الإذاعي.. ومع هذا استمر الاهتمام بالصحف في مختلف دول العالم بل تنامى البث التلفزيوني حيث اعتمدت بعض البرامج الإخبارية في هذه المحطات التلفزيونية وحتى شريط الأخبار على الشاشات التلفزيونية على ماتكتبه الصحف والمجلات من أخبار وأحداث وحوادث إضافة إلى ماتنشره من صور.. كل هذا وذاك ساهم في ترقية الاهتمام بالصحافة والإقبال على الاشتراك فيها أو عبر أقتاؤها كل صباح.. وبات عشق الصحف كالهاجس الدائم الذي لايبرح خاطر عشاقها بل يتضاعف هذه الهاجس يوما بعد يوم. ويعلم الله وبحكم عملي وقربي من الصحافة المحلية طوال ال- 45 سنة الماضية أعرف شخصيا بعض المشتركين الذين مازالوا يجددون اشتراكاتهم في الصحف التي عشقوها منذ عقود وباتوا لايستطيعون التوقف عن متابعتها بل هناك منهم من كان يجدد اشتراكه فيها لأكثر من عام.. ورغم وصول تقنية الإنترنت السريعة والرهيبة في سرعة بث ونقل ونشر كل مالم يخطر على البال وشلغت بالتالي الكبار والصغار والنساء والرجال إلا أنها لم تستطع أن تلغي هذا الهاجس في عقول وقلوب ونفوس عاش الصحافة الورقية..! صحيح أن حقيقة التراجع في التوزيع وحجم الأوراق والصفحات بات أمرا واقعا إلا أنها مازالت مطلوبة ومرغوبة واليوم الذي لاتجد هذه الصحافة من يقتنيها أو يطلع عليها لايزال بعيدا جدا. لسبب بسيط هو أن مواقع الصحف والمجلات على الإنترنت لا تتيح لعشاقها الاستمتاع بتصفحها وتحسس ورقها وحتى التفاعل معها والشعور بخشخشة أوراقها خلال تغليب صفحاتها..لقد قالوا: بعد انتشار الإنترنت وتواجد ملايين الكتب في الشبكة العنكبوتية أن قراءة الكتب سوف تتراجع. فهاهي معارض الكتب وفي كل مكان من العالم تشهد حضورا لافتا ومبيعات مهولة.؟! ومع هذا يجب أن يتنبه أحبتنا في مختلف الصحف ولمجلات وحتى كتابها ومحرريها أن يدعو الفرصة للتثاؤب أكان ذلك من خلال البحث الدائم عن كل جديد ومفيد. والتفكير اليومي في عمليات التطوير. فالذي يتثاءب. ينام ومن ينام لايعمل..أليس كذلك..؟! من هنا علينا جميعا كتابا ومحررين وحتى مسؤولين أن نبحث عن ما يهم القارئ وأن نسعى أن نضيف له يوما بعد يوم مايثري ثقافته ومعرفته وأن نساهم في متعته خلال القراءة.. والجميل أن الطفرة المعلوماتية ومايتوفر من تقنيات استطاعت والحق يقال إن تساهم في الإبداع التحريري وتوفير المراجع آنيا بمعنى أنها سهلت الحصول على كل ما يحتاجه الكاتب أو المحرر من معلومات.. أذكر قبل عقود عندما كنت أشارك في كتابة تقرير يومي. كنت أضطر للانتقال إلى المكتبة العامة بالأحساء رغم تواضعها. وأحيانا لمكتبة جامعة الملك فيصل للبحث عن معلومات دقيقية أضمنها «تقريرى « حال عدم توفر المرجع في مكتبتي الخاصة..؟! واليوم استطيع خلال لحظات أن أحصل على ما أريده وأكثر من ذلك وأنا أمام هذا (البياض)المشع من خلال الشاشة..بكل المعلومات والصور والمراجع..؟! وأخيرا الصحافة بشكل عام التي لا تتجدد كل يوم تموت كل يوم.. وسامحونا..؟!