سعد الدوسري
في التجارب الحضارية للدول المتقدمة، يذكر التاريخ أولئك الرجال والنساء الذين كانوا يعملون بحسهم الوطني، من أجل مستقبل بلادهم، وليس من أجل مصالحهم الشخصية. ليس عيباً أن يعمل الإنسان من أجل مصالحة الشخصية، العيب هو ألا يفكر بمصلحة وطنه، ولا يعيره أي اهتمام، معتبراً إياه مجرد مصنع للنقود، إذا توقف عن الإنتاج، رحل وتركه.
اليوم، تمر بلادنا بمرحلة مفصلية هامة، مرحلة تحول، متسمة بالجرأة والمبادرة، ولن يبقى سوى الخيارات الجيدة لإدارة هذه النقلة الأهم في تاريخ بلادنا. وهنا يبرز رجال التاريخ، وليس رجال المصالح الشخصية. هنا تتوجه كل أنظارنا نحو الذين لا يتعاملون مع الأدوار المناطة بهم كموظفين، بل كصناع للدولة الجديدة. نعم، هي دولة جديدة، كما أسميتها في تغريدة كتبتها بالأمس، دولة التحدي، دولة يشترك شعبها في تقييم أدائها على شاشات مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الساعة، وهل هناك أكبر من هذا التحدي!
الإحساس الوظيفي قاتل، نحن لا نحتاج موظفين، نحتاج قادة مستقبل، يفكرون بالأجيال القادمة، كما يفكرون بالأجيال الحالية. نحن لا نحتاج رجال أعمال يبيعون ويشترون في تحولنا الوطني، نحتاج رجال فكر اقتصادي، يجعلوننا نعبر المآزق المالية إلى بر الأمان. نحن لا نحتاج إلى مطبلين ومزمرين، هؤلاء انتهى زمنهم، نحتاج إلى محللين شفافين وصادقين، يقرأون الواقع بجرأة وينبهون إلى الأخطاء.
كل عام، ووطننا يتحول للأجمل.