خالد الربيعان
هل يستطيع شخص واحد أن يؤثر في نادٍ كامل ؟ الإجابة نعم .. بيرلسكوني عندما اشترى ميلان كان هدفه ( أن يشاهد المشجع مقابل ثمن تذكرته متعة في الملعب ) فقط ! النتيجة أن ميلان أصبح من نادٍ هابط للدرجة الثانية في موسم 1980 إلى مُرعِب أوروبا كلها ، وصاحب حضور جماهيري 90 ألف متفرج على ملعبه في التسعينات : مقابل 30 ألفاً في 2015 عندما ترك بيرلسكوني النادي !
زلاتان إبراهيموفيتش ، أتى لمانشستر هذا الموسم فقام بمفرده بجلب مبيعات لقميص النادي 76 مليوناً إسترلينياً ! في إسبوع واحد من مجيئه ! ، وأصبحت صورته بقميص النادي من أعلى 10 صور تفاعلاً من الجماهير في تاريخ النادي ، الموسم الماضي كان مارسيال هداف النادي طوال الموسم بـ 20 هدفاً ، حتى الآن فقط زلاتان أحرز لليونايتد 18 هدفاً ! ثاني هدافي البريمرليج ، ولا تنسوا أن عمره 35 سنة !
أحد أكبر المؤثرين في كرة القدم وفقدناه في 2016 هو يوهان كرويف ! كرويف له علاقة بك أنت شخصياً ، تشاهد برشلونة وتقول « الله « على لعبة لم ترها من قبل ! لم تتخيل أن كرويف هو مؤسس طريقة لعب برشلونة اليوم كما نشاهدها ، الاحتفاظ بالكرة كثيراً والتمرير كثيراً حتى يشاهدك المنافس نفسه بانبهار !
كان يتسلق سور ملعب أياكس وهو طفل ليشاهد تدريبات الفريق ! ، تخيل نشأة شخص وهو متشرب بشكل تام بأساليب التدريب وخاصة في كيان يتمتع بالكرة الجميلة مثل أياكس ، كرويف أبهر العالم بموهبته في مونديال 74 وخسر بطريقة درامية النهائي مع هولندا أمام ألمانيا !
من فرط موهبته الخارقة تلقى تهديداً بالقتل من مواطني الأرجنتين لو جاء ليلعب في مونديال 78 والذي أقيم هناك ! ليعتزل كرويف الكرة !! ويعود لها بعد هذا المونديال سنة 79 ! لعب في برشلونة وكانت أكاديمية لاماسيا فكرته الخالصة !
هذه الأكاديمية هي السر في تَسيُّد برشلونة الكرة الجميلة حتى هذا اليوم ! أخرجت لنا ميسي ، تشافي ، إنيستا ، بيكيه ، بيدرو ، جوردي ألبا ، الحارسين فالديز و رينا ، بوسكيتش ، تياجو ألكانتارا ، بارترا ، فابريجاس ، بويول ، وأخيراً : جوارديولا ! ووفر النادي مئات الملايين التي كان يمكن إهدارها من شراء لاعبين أجانب، ولن يكونوا بنفس هذه الجودة ، كما ربح النادي 112 مليون يورو آخر 10 سنوات من بيع مواهب الأكاديمية للأندية الأخرى !
كان هدف كرويف هو استنساخ أكاديمية أياكس داخل برشلونة ، وتشعر أن هناك علاقة بين أياكس وبرشلونة كالتوائم ! وانظر للمواهب الهولندية في برشلونة ، كرويف ، ريكارد ، نسكينز ، كومان ، رونالد وفرانك دي بوير ، زندن ، ريزيجر ، رود هيسب ، فيليب كوكو ، فان برونكهورست ، إدجار ديفيدز ، مارك أوفر مارس ، فان بوميل ، باتريك كلوفيرت !
مبادئ وشعارات كرويف يمكن لأي مدير نادٍ كتابتها وعملها لافتات يضعها في مكتبه ! « دع الناس يأتون إلى الملعب ويستمتعون بأوقاتهم» ، « طريقة الناس في التحدث عن كيفية الفوز ومتعتهم أثناء مشاهدتك أهم من الفوز نفسه ! « ، « لا يهم إذا خسرت طالما أمتعت الجماهير ، بالمتعة الفوز قادم مستقبلاً بلا شك .. فاليوم لك .. وغداً لي « !!
بين الشوطين !
كرويف كأيّ عبقري مبدع في الحياة له شطحاته وجنونه ، كان يشتهر بالتدخين ، ليس وهو مدرب فقط ـ بل عندما كان لاعباً ، بين الشوطين لم يكن يحتاج كغيره تعليمات من مدرب أو مدير فني ، كان خارج غرفة اللاعبين ، في مكان منعزل ، يشعل سيجارته ، ويدخن بتركيز وعمق وشراهة ! كانت هذه العادة السبب في غيابه عن عالمنا والسبب في وفاته قبل أشهر في عام 2016 ، بمرض في الرئة !