«الجزيرة» - سلطان المواش:
هددت جمعية حماية المستهلك بتبنِّي مبادرات لمقاطعة العديد من السلع التي تتعمد المتاجر عدم خفض أسعارها رغم تراجعها على أرض الواقع وكشفت بأن المبادرات التي ستتبناها ستكون وفقا لأسس منهجية ومؤسسية للمقاطعة إذا لم يتجاوب السوق مع المطالبات المشروعة للمستهلكين.
وقالت الجمعية في بيان لها أمس إنها لا تمتلك صلاحيات الضبط وتحرير المخالفات عند ارتفاع الأسعار، وهو طبيعة عمل المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية في دول العالم، ويقتصر دورها على الرفع للجهات المعنية؛ إلا أنها تقوم حالياً بدراسة متعمقة حول
ارتفاع الأسعار غير المبرر لبعض المنتجات والخدمات، ولن تتوانى في تسخير كافة مواطن القوة لديها في مواجهة ذلك.
ودعت الجمعية القطاعات الحكومية ذات العلاقة إلى تعزيز إجراءات ضبط أسعار اللحوم في الملاحم وقطاع التجزئة كاشفة بأنها تابعت الانخفاض الكبير لأسعار المواشي خلال الفترة الأخيرة، دون أن ينعكس ذلك إيجاباً على أسعار اللحوم في العديد من الملاحم وأسواق التجزئة، واستغلال ذلك لصالحهم دون مراعاة للمستهلك.
وطالبت الجمعية مجلس المنافسة بمراجعة شاملة لتحركات السوق، ومدى احتمالية وجود ممارسات احتكارية أو اتفاق على تثبيت الأسعار، أو أيٍّ من الممارسات غير المشروعة التي تؤدي لارتفاع الأسعار أو عدم انخفاضها وفقاً لمعطيات السوق.
كما طالبت وزارة التجارة والاستثمار بالبحث عن الأسباب التي أدت لعدم انخفاض الأسعار، وتفعيل دورها تجاه ارتفاع الأسعار غير المبرر للحوم التجزئة، وإشعار عموم المستهلكين بنتائج ذلك، والإجراءات المتبعة للحد من الارتفاع.
ورأت الجمعية بأن للمستهلك دوراً كبيراً في الحد من ارتفاع الأسعار، ويمثِّل قوة تستطيع السيطرة على ذلك؛ متى ما تكاتف المستهلكون. ودعت الجمعية المستهلكين إلى البحث عن بدائل ذات سعر مناسب، بما في ذلك الملاحم التي تقدم أسعار مناسبة، إضافةً إلى توفر بدائل أخرى لم تكن متوفرة قبل بضع سنوات، ومنها على سبيل المثال توفر العديد من المنتجات المستوردة من دول متعددة ذات جودة مناسبة، وأيضا شراء الذبيحة كاملة من أسواق المواشي، حيث يقل السعر بشكلٍ كبير مقارنةً بسعر الملاحم وقطاع التجزئة للمواشي المحلية، كما يمكن المشاركة في شراء الذبيحة بين مجموعة من المستهلكين لتقليل التكلفة.
ومن البدائل الأخرى بحسب بيان الجمعية ترشيد الاستهلاك والحد من الإسراف، علماً بأن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون يُعد أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
واستنكرت الجمعية عدم مواكبة مُلَّاك الملاحم وقطاع تجزئة اللحوم لانخفاض أسعار المواشي منادية بضرورة انعكاس ذلك على تخفيض سعر البيع.
وأشادت الجمعية بدور بعض فروع البلديات في العمل على الحد من ارتفاع أسعار اللحوم من خلال اللجان المشكَّلة مع القطاعات الحكومية ذات الصلة.