د.عبدالعزيز العمر
عندما نتجاهل ما يحدث لطالبنا وهو يعاني من القلق والتوتر النفسي فإننا لا نستطيع تخيل الخلل والضرر المستقبلي الذي يمكن أن يحدث له ولمن حوله من أفراد أسرته أو مجتمعه. فمن خلال تجربتي الطويلة في ميدان التعليم (معلما وباحثا وقياديا أكاديميا وأستاذا جامعيا) قابلت في مجال عملي بعضا من الأفراد المتوترين غير المستقرين نفسيا الذين يثيرون الخوف والتوتر والقلق وأحيانا الرعب في البيئة التي يعملون بها. هؤلاء الأفراد يتحولون إلى هم كبير يجثم على صدور العاملين معهم أو حتى على من يكونون تحت سلطتهم، وإذا أردنا البحث عن حل لهذه المشكلة فعلينا أن نذهب إلى جذر المشكلة وأساسها، علينا أن نذهب تحديدا إلى مرحلة التعليم المبكر، حيث تكون مشكلات الطلاب النفسية لازالت في مهدها. في هذا الشأن تشير بعض الدراسات المتعلقة ببيئة التعلم في مدارسنا إلى أن هناك تجاهل شبه تام للمؤشرات الدالة على قلق الطالب وتوتره النفسي. وتشير أيضا إلى أنه لا يوجد في مدارسنا من المهنيين المتخصصين من يلتقط باحترافية عالية هذه المؤشرات المبكرة الدالة على وجود اختلالات نفسية لدى طالبنا، ومن ثم يصف أسلوبا مهنيا فعالا للمعالجة بالتعاون مع كل من يعنيهم أمر الطالب. وعندما يستمر هذا التوتر والقلق النفسي مع الطالب لفترة طويلة دون معالجة فإنه سينمو ويتحول حتما إلى أزمة نفسية حقيقية تدمر الطالب مستقبلا، والكارثة ستكون أكبر عندما يجد هذا الطالب المأزوم نفسيا طريقه ممهدا نحو الدخول في مهنة التعليم، أو عندما يرعى أسرة.