عادل علي جودة
مع بزوغ فجر الذكرى الثانية لبيعة الملك ينتشي الفكر وهو يحلق عالياً في فضاء البصمات الخالدة التي رسمها خادم الحرمين الشريفين لشعبه ولأمته، وأراني هنا لست فقط أقف إلى جانب الشعب السعودي رافعاً كف اليمين مهنئاً ومبايعاً، إنما أيضاً أهتف بكل جوارحي أن نعم؛ عين بصيرة، ونفس واعية، ولسان حق، وقرار نُقشت حروفه على جدار الزمن، وأهتف كذلك أن نعم؛ هكذا عناد، وهكذا غطرسة، وهكذا خداع، يستلزم هكذا نخوة، وهكذا موقف.
لقد رأينا بأم العين الأحداث التي أوصلت المنطقة إلى ما هي عليه اليوم، وهي متجددة ومتعاقبة منذ عهد بعيد، تلك الأحداث المتمثلة في محاولات إيران الساعية لتوسيع نفوذها وبث أمراضها في المنطقة بأسرها، وهي على جاهزية تامة للتعاون مع أي طرف لالتهام أي ضحية تعاني ضعفاً أو تخرج عن قطيعها.
وهي تقوم بأداء أدوارها على الملأ، وعلى الملأ أيضاً تلجأ للخداع والتحايل؛ فنجدها تلبس عباءة العداء لإسرائيل، ولمن يقف خلف إسرائيل، عبر تقديم العون للمقاومة هنا وهناك، وظاهر هذا السلوك يوهم البعض أنها تدعم المقاومة نصرة لأهلنا الذين باتوا وحيدين في مواجهة القهر الصهيوني، لكنها في باطن سلوكها تؤسس لبسط وجودها كخطوة مهمة من خطوات كثيرة تصب في إطار تحقيق أغراض طائفية مقيتة أقل ما يقال فيها إنها ستأكل الأخضر واليابس، وما يجري لأهلنا في العراق وسوريا يجسد بعضاً من الأحقاد الطائفية.
كلنا يذكر المحاولات السعودية المتواصلة والممتدة لرأب الصدع وإنهاء الخلاف؛ بالحوار، والتحاور، والتراضي، والتراخي، لكن الحراك الحوثي تمسك بإنجازاته الكبيرة التي حققها، واستشعر حجم الدعم الإيراني المسخر له، فاستبد، وصال وجال، وهدد وتوعد، وكشر عن أنياب السوء؛ ففرض الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني المنتخب وعلى الحكومة اليمنية بأسرها، فما كان من الرئيس اليمني إلا أن يطلب النصرة من إخوانه، مدركاً أن للمنطقة رجالاً لا تأخذهم في الله لومة لائم، فهب مليك البلاد ملبياً، والتف من حوله أهل الحق، وبدأت الأفعال التي أجزم أنها ستستمر حتى يتحقق النصر لليمن وأهله، والخذلان لأعدائه وأعداء المنطقة بأسرها.
فطوبى لك يا سلمان الحزم والحسم،
طوبى لك وأنت تقود الأمة نحو رفعتها وعزها،
طوبى لك وأنت تحيي عملياً البعد العربي والعمق الإسلامي،
طوبى لك وأنت ترفع الظلم عن شعوبنا، وتفسد مخططات أعدائنا المتربصين بأحقادهم لدولنا ولمنطقتنا،
طوبى لك وأنت تحقق التوازن الوجودي في عالم تعم فيه الفوضى،
طوبى لك يا سلمان، وهنيئاً بك لشعبك ولأمتيك العربية والإسلامية،
طوبى لك، وكلنا على الفداء والوفاء نبايعك.