د. ناهد باشطح
فاصلة:
(العالم كله مسرح والرجال والنساء فيه مجرد ممثلين في دراما الحياة، ينطقون ما حفظوه من أقوال، ويؤدون ما وزع عليهم من أدوار)
- شكسبير -
لا أذكر المرة التي قررت فيها ألا أجعل للإحباط مكانًا في حياتي، لكنني أتذكر تمامًا الأشياء التي ألزمت نفسي بالابتعاد عنها لمحاربة الإحباط والاستسلام للإطار السوداوي حالما اصطدم بتحديات الحياة.
مع الإحباط لا يكفي أن تقرر محاربته ومكافحته، بل لا بد من وضع خطة للسير عليها وتحقيق الهدف.
أول بنود الخطة هي الابتعاد عن نقاش المحبطين حتى وإن كانوا أعز الأصدقاء والأعظم بثًا لسموم الإحباط بعض أعضاء مجموعات «واتس اب» فقد تأكَّدت أن المستسلم للإحباط لن يغير أفكاره بسهولة مهما حاولت، وسيلجأ إلى التأثير عليك وتسريب أفكاره السوداوية إليك.
أيضًا ابتعدت عن الأخبار والمقالات التي يمكن أن تحيي الإحباط وخصوصًا أن الأخبار الآن تنتشر بصرف النظر عن مصداقيتها ويضيع البعض جهده وطاقته ثم يكتشف أن الخبر غير صحيح.
كما أن بعض كتّاب الرأي وظفوا ملكة التحليل التي لديهم لإقناع القارئ بأن الحياة ليست تحديات يمكن التغلب عليها، بل ضغوط نفسية وصراعات نفسية لا يمكن التغلب عليها، حتى الأغاني التي يلطم فيها المطرب حظه هي مؤثر قوي لاستدعاء مشاعر الحزن والألم، فالموسيقى الحزينة تخلق المشاعر السلبية والكلمات الحزينة تستدعي أي من المواقف السلبية.
والبعض مشكلته لا يعلم أو لا يريد أن يعلم أنه محبط موقع «Doctissimo» الإلكتروني الفرنسي المختص في قضايا الصحة حدد مجموعة من العلامات التي تدل على المعاناة من الإحباط، مثل الحزن الشديد والأفكار السوداء، فهو دائمًا يتوقع الأسوأ مزاجه متقلب وأقرب إلى المزاج السيء ولا يرى أي حافز في حياته فهو يشعر بالفشل وكثيرًا ما تصاحب هذه الأعراض علامات جسدية، كفقدان الشهية واضطرابات في النوم وآلام الظهر والإحساس الدائم بالتعب.
أكثر ما يلفت النظر في المحبطين استعمالهم للحيل الدفاعية النفسية بشكل لا شعوري مثل الكبت، النسيان، الإعلاء، التعويض، التبرير، النقل، الإسقاط، التوجيه، تكوين رد الفعل، أحلام اليقظة، الانسحاب، والنكوص.
وأشهر الحيل الدفاعية الإسقاط حيث تجد المتحدث يسقط كل مشكلاته ومواقفه السلبية على الآخرين ويتنصل من أي مسؤولية له في أحداث حياته، كما أنه دائم التبرير لأخطائه.
جربوا أن تقرروا قفل نوافذكم وأبوابكم دون الإحباط لن تكون الحياة الأسهل لكنها ستكون أجمل.