الجزيرة - سعود الشيباني - واس:
صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأن الجهات الأمنية وبفضل من الله سبحانه وتعالى ثم من خلال أدائها لمهامها وواجباتها في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره وكشف مخططاتهم والإطاحة بشبكاتهم وإحباط عملياتهم التي يستهدفون بها أمن البلاد واستقرارها، فقد تمكنت من رصد وجود المطلوب الخطر طايع بن سالم بن يسلم الصيعري - سعودي الجنسية، المعلن عنه بتاريخ 21 - 4 - 1437هـ لدوره الخطير في تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية مختبئاً في منزل يقع بحي الياسمين شمال مدينة الرياض، ومعه شخص آخر ظهر إنه يدعى طلال بن سمران الصاعدي - سعودي الجنسية، واتخاذهما من ذلك المنزل وكراً إرهابياً لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة، ووفقاً لهذه المعطيات باشرت الجهات الأمنية فجر أمس السبت الموافق 9 - 4 - 1438هـ تطويق الموقع وتأمين سلامة سكان المنازل المجاورة والمارة وتوجيه نداءات في الوقت ذاته لتسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا الاستجابة وبادرا بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن في محاولة للهروب من الموقع، مما أوجب تحييد خطرهما خاصة أنهما يرتديان حزامين ناسفين كانا على وشك استخدامهما لولا عناية الله ثم سرعة تعامل رجال الأمن معهما مما حال دون ذلك، ونتج عن العملية مقتلهما وإصابة أحد رجال الأمن بإصابة طفيفة نقل على إثرها للمستشفى وحالته مستقرة، فيما لم يُصْب أحد من الساكنين أو المارة بأي أَذًى - ولله الحمد - وقد ضبط في المنزل وبحوزة الإرهابيين المذكورين الآتي:
1 - حزامان ناسفان في حال تشريك كاملة وتم إبطالهما.
2 - قنبلة يدوية محلية التصنيع.
3 - حوضان صغيران بهما مواد يشتبه بأن تكون كيميائية تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة.
وقد أكدت تلك المضبوطات مدى خطورة ما كان المذكوران يخططان للإقدام عليه من عمل إجرامي عملا للإعداد عليه، خاصة أن طايع المذكور يعد خبيراً يعتمد عليه تنظيم «داعش» الإرهابي في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية التي كان منها عملية استهداف المصلين بمسجد قوة الطوارئ بعسير بتاريخ 24 - 10 - 1436هـ والعمليتين اللتين جرى إحباطهما بتاريخ 29 - 9 - 1437هـ، كانت الأولى في المواقف التابعة لمستشفى سليمان فَقِيه، فيما استهدفت الثانية بكل خسة ودناءة المسجد النبوي الشريف.
ووزارة الداخلية إِذْ تعلن ذلك لتؤكد أنها ستواصل - بمشيئة الله - من خلال الأجهزة الأمنية تعقب أولئك المفسدين والعمل على كشف مخططاتهم وإفشال ما يسعون إليه بجرائمهم الدنيئة من سفك للدماء واستباحة للحرمات وإهدار للمقدرات وإثارة للفوضى وترويع للآمنين وسيحمي الله البلاد من شرورهم وهو القادر على ذلك، والله الهادي إلى سواء السبيل.
شهود عيان
وأكَّد شاهد عيان لـ «الجزيرة» أن الإرهابيين يقطنان بالحي منذ قرابة شهرين، وكانا يستقلان سيارة صالون (يوكون) أسود اللون وكثيراً ما نشاهدهما داخل سيارتهما يتابعان جوالاتهما، وهما عبارة عن شخصين تقريباً بالعقد الثالث من العمر أحدهما أسمر البشرة، ولا يتواصلان مع أحد من القاطنين بالحي وخروجهما من المنزل قليل جداً ولا يصليان في المسجد.
وبين شاهد عيان آخر لـ «الجزيرة» أنه منذ ثلاثة أيَّام شاهد ثلاثة إرهابيين منهم امرأة يخرجون من المنزل، مرجحا أن تكون المرأة رجلاً يرتدي زياً نسائياً. وأكَّد شاهد عيان آخر عن تعرض قرابة 8 سيارات لأضرار ومن بين السيارات التي تضررت بشكل كبير سيارة من نوع جيب لاند كروزر ودورية أمنية تم نقلها من قبل الأجهزة الأمنية، وكذلك تعرض ثلاثة منازل لطلق ناري لحقتها أضرار بسيطة بعد تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين.
أهالي الحي عبروا عن سعادتهم بالإنجاز الأمني الذي أدَّى لمقتل اثنين من الإرهابيين اللذين وصفا بالخطرين، مؤكدين أنهم مع رجال الأمن لما يخدم الوطن والقاطنين على أرضه، مشيرين على أن إطلاق النار والمواجهة المسلحة مع الإرهابيين أحدث فزعاً للأطفال إلا أن الأمن يعد من الضروريات والتي لا غنى عنها ولا عيش بدونها.
من جانبه قدم المواطنون الذين يقطنون بالحي المشروبات الباردة والقهوة والشاي لرجال الأمن تقديراً لجهودهم في مقتل الإرهابيين الذين يسعون في الأرض فساداً. وباشر عدد من الأجهزة الأمنية الحادثة بينها قوات الطوارئ الخاصة ودوريات الأمن وقوات المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض والأدلة الجنائية والمتفجرات والمباحث العامة وشرطة منطقة الرياض بحضور عدد من القيادات الأمنية.
«الجزيرة» تجولت داخل وكر الإرهابيين وهي عبارة عن فلة يوجد بها ملابس رجالية ومواد غذائية وعباءة نسائية ربما كانوا يرتدونها لتضليل جيرانهم، كما توجد غرفتا نوم بهما ملابس رجالية ومفارش وأدوات تنظيف وأحذية، كما يوجد صالة للجلوس توجد بها مواد غذائية ومخدات ومراكي وتلفزيون، إضافة إلى 3 أسطوانات غاز، وكذلك توجد مستلزمات لطلعات البر من أوانٍ ومفارش.