«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - التهامي عبد الرحيم:
أشاد فضيلة الشيخ حافظ محمد طاهر أشرفي، رئيس مجلس علماء باكستان، بالعلاقات السعودية الباكستانية والوقوف مع بعضهم بعضاً لخدمة الأمة الإسلامية والتعاون في شتى المجالات، وأن هذه العلاقات تسير من طيبة إلى أطيب بفضل من الله ثم بسياسة وحكمة قادة البلدين. وقال الشيخ أشرفي خلال حديثه لـ«الجزيرة» إن 99 % من الشعب الباكستاني مع المملكة، وخير شاهد على ذلك عندما علموا بالصاروخ الباليستي الذي كان يقصد مكة هبَّ ملايين البشر إلى الشوارع والميادين هاتفين "لبيك يا سلمان نحن جاهزون للذود عن مقدسات المسلمين من المليشيات الإرهابية".
وقال الشيخ أشرفي إن نهج هؤلاء الذين يوجهون الصواريخ إلى مكة هو نهج «أبرهة» وليس نهج أمة محمد، مقدراً الدور الذي تقوم به قواتنا المسلحة السعودية في التصدي لهذه الصواريخ والدفاع عن حدود السعودية ووضع صدورهم فداء للدين والمقدسات الإسلامية. وقال: يجب على العقلاء ومشايخ القبائل وأبناء اليمن الالتفاف حول بلدهم وعدم مسايرة هذه المليشيات.
واستنكر رئيس مجلس علماء باكستان ما تقوم به المليشيات الإيرانية في العراق وفي سوريا وما يقوم به حزب الله من استهداف للأطفال والنساء والشيوخ في حلب، وأن هذا عمل من أعمال الإرهاب، موضحاً «أن هذه المذاهب في الدول لم نكن نتعصب لها إلا بعد ولاية الفقيه وعهد الخميني عندما وضعوها في معتقداتهم لقتل أهل السنة».
(نص الحوار):
* كيف ترون العلاقات السعودية الباكستانية والتعاون بين البلدين في شتى المجالات؟
- أقول لك ومن خلال موقعي إن العلاقات السعودية الباكستانية لا مثيل لها بين الدول، فهناك محبة وصداقة قوية منذ عقود من الزمن، فالشارع الباكستاني عندما علم بالصاروخ الذي أطلقه الحوثيون صوب مكة خرجوا غاضبين يرددون بهتافات «لبيك يا سلمان... نحن فداء للحرمين.. نحن جنود الإسلام دماؤنا وصدورنا مع الجيش السعودي فداء لخدمة حدود المملكة وخدمة المقدسات».. وهذه الأعداد كانت بالملايين، وإن قلت لك إن 99 % من الشعب الباكستاني مع المملكة فهذه من دون مجاملة، وواجب عن المسلمين الالتفاف حول المملكة للدفاع عنها في حالة تعرضها لأي اعتداء، ومجلس علماء باكستان قد استنكر هذا الاعتداء، ونحن جاهزون لخدمة الإسلام والمسلمين، والمملكة وباكستان يد واحدة وعلاقاتهم من طيبة إلى أطيب.
* كيف تنظرون إلى ما تقوم به المملكة في دعم قضايا المسلمين والقضايا الإنسانية؟
- حقيقة أن ما تقوم به المملكة اتجاه المسلمين وقضاياهم والوقوف معهم في محنهم ليس له نظير في العالم.. البلاد الإسلامية تتعرض للظلم والجور، ونرى ذلك في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا... من قبل مجموعات إرهابية تشغلهم قوى أجنبية خبيثة لا تريد للمسلمين الخير.. وتتركهم وشأنهم لهذه المنظمات الإرهابية التي تقوم بهجمات على المسلمين السنة في العراق وفي سوريا وغيرهما من البلدان.. من هنا المملكة تعمل كل ما في وسعها للدفاع عن المسلمين من هذه المليشيات الإرهابية في المحافل الدولية... ولها مواقف مشرفة ضد التنظيمات الإرهابية وضد التطرف. وهذا ليس بغريب على هذا البلد وقادته الذين يحكمون بشرع الله... ويكفي أن المسلمين في العالم يأتون إلى هذا البلد لأداء مناسك الحج والعمرة ويلقون كل ترحيب وعناية واهتمام آخذين راحتهم ولا أحد يسأل عنك من أنت ومن أي بلد وما هو مذهبك. وهذه الخطوة التي تخطوها المملكة هي للحفاظ على وحدة الأمة ورفع شأنها، وهذا جهد يشكر عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والقيادة السعودية. وهذا الجهد واضح لوحدة المسلمين وللزائرين لهذه البلاد... ولو نظرنا إلى بعض الناس يقولون نحن نعمل لوحدة الأمة وهم بعيدون عن ذلك! هم أعداء الأمة وأعداء لأهل السنة... ولكن المملكة مثلما قلت سابقاً هي البلد الذي يعمل من أجل الأمة ووحدتها، والمملكة يتوافد عليها ملايين الناس من المسلمين إلى بيت الله من سنة وشيعة ومذاهب متعددة ولا أحد يسأل من أنت وما هو مذهبك، هكذا هي الخدمات التي تقدم للضعفاء والمساكين وتسهل عليهم حجهم وعمرتهم وأداء واجبهم الديني بكل يسر وسهولة.
* كيف ترون وضع العالم الإسلامي في ظل هذه الأحداث المحيطة بهم؟
- حقيقة الوضع الإسلامي في العالم سيىء جداً بسبب التدخلات الخارجية... وخاصة ما هو موجود في البلدان العربية بسبب التدخلات الإيرانية في العراق والشام واليمن والصومال وأفغانستان وفي كل مكان. وأنا أقول لكم إن ولاية الفقيه والخميني لا يمكن أن تنطلي على العالم ولا يمكن القبول بها على أرض المسلمين... وما عملوه في الشام خير شاهد، وفي العراق خير شاهد على نهجهم وفكرهم، كما أن التدخلات الإيرانية في البحرين واليمن مرفوضة تماماً ولا يمكن القبول بها، ويجب أن يقف العالم الإسلامي والمسلمون ضد هذه التدخلات وهذه التنظيمات الإرهابية التي تسعى لتفكيك الأمة الإسلامية... وإن شاء الله لا يمكن للإيرانيين أن يعملوا ما يعملونه في حلب أو في العراق بمساندة من الروس وحزب الله والتعاون الأمريكي بقتل الأبرياء... لكن المسلمين بتكاتفهم وتقوية وحدتهم من خلال تعاونهم وتكاتفهم مع المملكة والالتفاف حول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لن يسمحوا لهؤلاء أن يتمكنوا من العبث بالمسلمين... نحن كمسلمين نرفض الإرهاب والعنف وقتل الأبرياء مهما كان مذهبهم... ولكن أن تهان كرامة المسلمين ونراهم يُذبحون من خلال مليشيات إرهابية هذا ما نرفضه... نحن نحب التعايش مع العالم بروح الأخوة والتسامح... وبدون تطرف، ولكن على الجانب الآخر أن يعيش معنا ويحترم معتقداتنا، مؤكداً أن هناك ملايين الشباب المسلمين جاهزون في حالة تعرض المملكة لأي اعتداء أو المساس بالأماكن المقدسة فإن هؤلاء على أهبة الاستعداد للدفاع عن المملكة وعن شعبها الذين يخدمون المسلمين ويحرسون المقدسات الإسلامية... وأرض الحرمين الشريفين.
* كنا نعيش في السابق مع بعضنا بعضاً دون آثار الطائفية.. كيف انتشرت وأثيرت في أوساط المسلمين؟
- أنا أسأل هل كنا قبل الخميني نعيش هذه الصراعات المتطرفة والمذاهب في البلدان الإسلامية؟ أبداً لم تكن موجودة.. هذه الأفكار الخمينية هي من نشر ولاية الفقيه في العالم.. وبالأخص في الدول الإسلامية، وهي بذلك تحاول أن تزرع الشقاق وتسلط مليشياتها واستخباراتها في الدول دون أن تحارب.. وهذا ما تعمل عليه إيران، فلو نظرنا إلى داعش فهم بتمويل وعلم من إيران.. لماذا هذه المليشيات تضرب في كل مكان.. ولا تضرب في إيران وقد تغلغلوا في العراق وسوريا.. وأصبح هذان البلدان أرضاً خصبة لهم لتنفيذ الأجندة الإيرانية.
نرفض قتل الأطفال والنساء والشيوخ
واسترسل الشيخ أشرفي.. أن داعش منظمة إرهابية لا تمت إلى الإسلام بصلة لما تفعله في الأبرياء العزل من الأطفال والنساء وانتهاك المحرمات وقتل الشيوخ من كبار السن، كما يساندهم في هذا التطرف إيران وحزب الله حيث أصبحوا شركاء في ذبح أهل السنة، وما يجري في حلب من جرائم وإبادة لا تقبلها الديانات السماوية أبداً.
قيادة القاعدة في خط مع إيران
ويقول إن قيادة القاعدة في ضيافة إيران وتنطلق من هذا البلد وتعيش فيه وتتدرب هناك وتأويهم خصوصاً قيادتهم الكبيرة وهم يتلقون الأموال والدعم من الخارج لتنفيذ مآربهم في الدول، ولكن الشعوب أصبحت اليوم على علم وإدراك بما تقوم به إيران التي تساند الإرهاب ولم يعد يخفى على المجتمعات ما يخططون.
الحشد ينتقم باسم الطائفية
* ما الفرق بين داعش والحشد الشعبي في العراق؟
- الحشد الشعبي يقتلون الناس باسم الطائفية وينتقمون من أهل السنة أينما وجدوهم، وهذا التطرف بعينه وهم مجرمون بما تعنيه الكلمة ومقاصدهم خبيثة.. وداعش تسير بخطط وأجندة خارجية.
حجاج إيران يأتون للترويع والخراب
ويؤكد الشيخ حافظ أن ما يفعلوه الإيرانيون في مواسم الحج غير مقبول في محاولة ترويع الحجاج وإيجاد فوضى بين الحجاج.. وهذا الذي يفعلونه لا يجوز في هذه الأماكن.. أماكن العبادة ليست أمكنة لنشر الطائفية أو الشعارات السياسية.. ومن يفعلون ذلك هم مجرمون. والمملكة تحاول أكثر من مرة أن تصمت عنهم ولا تنشر أهدافهم السيئة.. ولكن القوات السعودية سد قوي لمنع أي محاولات لترويع حجاج بيت الله.. وعلينا أن نتوحد كمسلمين وأن نتكاتف على كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن ندافع عن بلاد المسلمين والحرمين الشريفين من عبث هؤلاء.
التحالف الإسلامي العسكري قوة لنا جميعاً
* كيف تنظرون إلى التحالف الإسلامي العسكري؟
- هذا التحالف فرح المسلمون به فرحاً كبيراً لأنه قوة بعد الله لحماية المسلمين ومكافحة التطرف والإرهاب والتدخل السريع لنجدة الدول الإسلامية لإنقاذ الناس من هذه التنظيمات الإرهابية وللدفاع عن الضعفاء، وهو بشرى.. ولكن الشيء الذي نريده هو إقامة تحالف فكري إلى جانب التحالف العسكري لكي يبين مسار الأمة الإسلامية ويمنع التطرف بين شباب المسلمين.. والتعاون مع بعضنا بعضاً على كلمة الحق والرجوع إلى الكتاب والسنة.. وعلى العلماء والحكام أن ينهضوا هممهم لتوعية شباب الأمة بالمخاطر المحيطة بهم وبما يحاوله البعض من التغرير بهؤلاء الشباب.
* ولكن كيف نحمي شباب الأمة من التطرف؟
- يقول الشيخ أشرفي: نشر سماحة الإسلام واعتداله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطريقة ليس فيها عنف ولا تزمت من خلال أئمة المسلمين من العلماء ومنابر المساجد والجامعات والمدارس حتى نجنب أبناء الأمة من التطرف، وأن نعرف أهل الأديان الأخرى بأن دين الإسلام دين سماحة ومحبة ودين رحمة.. مشيراً بأن هناك مشروع وزارة الشؤون الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي مشروع فكري يخدم الأمة.
* كيف تنظرون إلى ما يفعله المليشيات الحوثية داخل اليمن ومحاولاتهم الاعتداء على حدود المملكة وضرب الحرمين بالصواريخ البلاسيتية.
- عندما قام خادم الحرمين الشريفين وإخوانه حكام دول مجلس التعاون والدول العربية بإنشاء عاصفة الحزم ضد هذه المليشيات كانت تعرف تماماً أهدافها وغايتها ومن يقف وراءها، من هنا عاصفة الحزم كانت لإنقاذ الأمة الإسلامية من امتداد المذهب الإيراني الخبيث في اليمن وزرع الفتن في هذا البلد.. وخير دليل على خبثهم محاولاتهم إطلاق الصواريخ صوب مكة المكرمة، وهذا فعل (أبرهة) وليس فعل أناس يدعون الإسلام وأنهم من أبناء أمة محمد.. ولكن جيش المملكة البطل كان قوياً لحماية هذه المقدسات الإسلامية وحماية حدود الوطن ومواجهة هذه المليشيات التي تقف خلفها إيران.. كما أن استشهاد أبطال من رجال الأمن لمنع الدواعش من الدخول بمتفجرات إلى المسجد النبوي خير دليل على شجاعة أبناء هذا الوطن ووضع صدورهم فداءً للدين والوطن والحفاظ على مقدسات المسلمين.
من هذا المنطلق فإن القضاء على مثل هذه المليشيات الخطرة يجب أن يقابل بالقوة وإرجاع الشرعية إلى الحكومة الشرعية والكف عن إرهاب الشعب اليمني.
وطالب الشيخ أشرفي عقلاء وشيوخ وشباب اليمن بالالتفاف حول حكومتهم والحفاظ على بلدهم من هذه المليشيات الحوثية.. وتحويل بلدهم من الخوف إلى الأمن.