في خضم سعيها المتواصل لمواكبة العصر بخصائصه المتغيِّرة، تحرص النظم التربوية على تطوير كافة عناصرها بما يتوافق مع متطلبات العصر، ولعل من أهم مقومات نجاح المشرف التربوي في أداء دوره الحساس، قدرته على ممارسة الإشراف الإبداعي الذي تتزايد أهميته مع تطور العصر، وتعدد أشكال التقنية ومصادر المعرفة، في توجيه مساعي التربية والتعليم الدائمة، لرفع جودة الخدمات التعليمية والرقي بمستواها، والتحرّر من قيود الروتين.
إلا أن الإشراف التربوي، يواجه العديد من المشكلات التي قد تحد من فعاليته على أرض الواقع، ومن أبرزها كثرة الأعباء الإدارية والفنية والتي تؤثّر سلباً على الوظائف الأخرى للمشرف التربوي، ومهماته الأهم في التطوير التربوي وتنمية الإبداع والاطلاع على المستحدثات التربوية، ومساعدة المعلمين على ابتكار ما يخصهم منها.
ومن المقترحات لحل هذه المشكلة، استحداث مرتبة في الهيكل التنظيمي للإشراف التربوي بمسمى «مستشار» كما هو مطبّق في الولايات المتحدة الأمريكية، ليكون شاغلها مسؤولاً ليس فقط عن تقديم كافة الاستشارات المتعلّقة بعملية التدريس وإستراتيجياته كمشرف مقيم، بل عن رصد وتشجيع الممارسات الإبداعية للمعلمين ومساعدتهم في استثمارها وبلورتها بشكل يحقق أفضل المخرجات، مما يتطلب فتح قنوات اتصال مستمرة لتبادل الأفكار وشحذ الأذهان بكل مميز في مجال الإبداع، قام به المعلمون تكريماً لهم وتشجيعاً للمنافسة بينهم، على أن يتم اختيار «المستشار» وفقاً لمعايير الكفاءة والتميز، بحيث يترقى لهذا المنصب من حقق أداءً وظيفياً ممتازاً، لاسيما في ضوء لائحة تقويم الأداء الجديدة التي لاحت في الأفق بواسطة وزارة الخدمة المدنية، لتحمل توجهات جديدة في تقويم الأداء، وليكون هذا الاقتراح عاملاً مساعداً لرفع مستوى الإنتاجية والإبداع للمعلم، والذي بدوره سيرفع من مستوى المخرجات التعليمية والتربوية، ويغذي الساحة التعليمية بنواتج إيجابية مرضية لكافة الأطراف.
- ماجستير إدارة وتخطيط تربوي