سعد السعود
لم يمضِ اتحاد الكرة الجديد أسبوعه الأول إلا وقد صفع أغلب الرياضيين المتفائلين ببداية لا تبشر بالخير من قبل الاستاذ عادل عزت وفريقه.. بعدما ظن الجميع بالاتحاد المنتخب ذكاءً بحيث ينأى بنفسه عن كل أخطاء سابقيه.. ويعمل على وضع لبناته الأولى بشكل مخطط له ومدروس.. ليزرع في الشارع الرياضي انطباعاً حسناً لما سيقدمه في سنواته الأربع القادمة. لكن هيهات للأسف.. فأول قرارات الاتحاد الجديد والتي أصابت الرياضيين بالإحباط هو تكليف الاستاذ مرعي العواجي برئاسة لجنة التحكيم فحتى ولو كان ذلك مؤقتاً حسب بيان الاتحاد.. إلا أن مجرد التفكير بالأستاذ مرعي وهو الحكم صاحب التاريخ المثخن بالكوارث التحكيمية فضلاً عن استبعاده من البطولة الخليجية إبان إقامته في الرياض قبل عامين لمناكفته رئيس الاتحاد العماني.. يجعلنا نردد: (إن كان هذا أوله فينعاف تاليه).
أما الأمر الآخر والذي يصيب بالدهشة فهو ما تردد عن قيام الاتحاد بمخاطبة الفيفا لمعرفة عدد القضايا والشكاوي ضد أنديتنا.. فإن كان الاتحاد قفز على الأندية والتي ترجع إليه ولم يخاطبها.. فكيف ينتظر من إمبراطورية الفيفا أن تعمل كسكرتارية لاتحادنا وأنديتنا.. أي خطأ بدائي إجرائي يقع فيه الاتحاد الجديد.. وماذا سيكون انطباع الاتحاد الدولي عن هكذا مخاطبة وهكذا اتحاد؟!
مضحك ما يحدث.. وليت الاتحاد بدلاً مما سبق يكفِّر عن خطيئة أعضائه تجاه الشباب برفع خطاب طلب تعليق عقوبة الإيقاف عن التسجيل ورفع المستندات التي تؤكد توافر مبلغ المحترف الأردني منذ شهور.. فهذا هو الأولى بالمخاطبة.. إن كان هنالك رجل رشيد. أما الأمر الثالث وإن لم يتصل بشكل مباشر بالاتحاد إلا أن شظاياه قد أصابت الاتحاد وقدحت في نزاهة ترشيحه.. وذلك من خلال الاتهامات الإعلامية لأعضاء الجمعية العمومية الذين تم التحقيق معهم من قبل لجنة الانتخابات بأنه تم تهديدهم وإرهابهم باستكمال التحقيق معهم بعد نهاية الانتخابات.. فلا أدري ما تفسير صمت الاتحاد وأعضاء الجمعية على اتهامات خطيرة كهذه.. فكان المفترض المطالبة بالتحقيق مع الإعلامي الذي تولى كبر الموضوع فإما يثبت اتهامه أو يحاسب.. وذلك درءاً للشبهات وصيانة لنتائج الانتخابات من القدح واللمز.. وكف يد كل من يطلق قلمه أو لسانه ليتهم ذمم الناس.. لكن لا شيء من ذلك حدث.. وكأنه يستمتعون بما يحدث.
البرقان.. وماذا بعد؟!
يحسب للدكتور عبد الله البرقان في بداية عمله بلجنة الاحتراف ما شرّعه من تنظيمات تكفل عدم تراكم الديون على الأندية وتضمن حقوق اللاعبين خصوصاً تلك المتأخرة.. وقد أشاد الكثير بخطواته المثمرة في هذا المجال. لكن الدكتور بالمقابل يواجه انتقادات كبيرة على تفرده بالقرارات ولعل أبسطها كان حسابه في تويتر فقد وشحه باسمه في حين كان مضمونه يتعلق بعمل لجنة الاحتراف وتسلم الشهادات وإنهاء التعاقدات.. ليرضخ بعد سيل الانتقادات لتغيير المسمى ليكون خاصاً باللجنة بدلاً من اسمه الشخصي.
عموماً قد لا يكون ذلك الأمر لدى البعض جوهرياً رغم اختلافي في ذلك.. لأنه ببساطة أصبحت حسابات التواصل نافذة للعالم ومصدراً للحصول على المعلومة، لذا فكان توثيقها ووضعها في مسارها الصحيح وباسم واضح مع عدم الدخول في نقاشات جانبية هو الخيار الصحيح وهو ما كان بعد ذلك. لكن السؤال ماذا عمّا اتخذته لجنة الاحتراف من قرارات وأصبحت أشبه بالحبر على الورق.. فسعيد المولد الذي أرعد وأزبد البرقان على عدم عودته للأهلي ها هو وقع مع القلعة.. وألتون الذي أصدرت لجنة الاحتراف منعاً له بالتعاقد مع أي فريق سعودي ها هو يوقع مع القادسية.. فهل وقعت اللجنة في فخ مناكفة الأندية ونسيت أو تناست أنها بالأخير تحت مظلة الاتحاد الدولي الذي لا يعترف ببعض التشريعات المحلية إن خالفت الإطار العام وهو الحرص على مشاركة اللاعب وعدم منعه من ذلك تحت أي ذريعة. أخيراً، وحتى تكتمل القصة الغصة للجنة الاحتراف إِذْ بها تختم عملها في نهاية ولاية الاتحاد السابق بالتسبب بإيقاف الشباب عن التسجيل بالفترة الشتوية.. وهو القرار الذي دفع ثمنه الشباب بلا ذنب منه.. لأنه ببساطة لم تضطلع اللجنة بدورها في إيصال شيك اللاعب خطاب رغم وجوده منذ فترة التسجيل الصيفية.. ولم تستيقظ إلا متأخراً لتعيد الشيك للشباب بعد وصول خطاب الاتحاد الدولي بالإيقاف.. ليتحمل الشباب تركة قصور لم يرتكبه.. وتخرج اللجنة ورئيسها من الموضوع كالشعرة من العجين.. عجبي!
آخر سطر: الانطباع الأول يبقى.. حذارِ!!