في يوم الجمعة المبارك 9 - 11 - 1437هـ، وأثناء خطبة الجمعة بين الساعة 12 - 12.05 ظهرًا في مستشفى الملك سعود، فاضت روح أبي إلى بارئها (أبو إبراهيم)؛ ففاضت مشاعري بتلك الأبيات المتواضعة:
أيسمعني أبي إذا ناجيته
أم كيف يسمع ميت لا ينطق
مني إليك الشوق يحمل عبرة
جادت بدمع حين أخرى تخنق
يا والدي يا خير من بالمذنب
في قومه علم كبير يرمق
صارت هناك مواضع تفقدنك
لله أفئدة هناك تشقق
عيناي بعدك لا تكف عن البكا
وأعز ما في العين دمع ينفق
قلت لأصحابي لقد رحل الذي
بالعلم والخلق الجميل يصدق
قالوا قضاء الله فينا نافذ
فالزم بباب الصبر وارض ترزق
ما الصبر يمسح دمعة مسفوحة
لولا الرضاء لأهاج قلبا يحرق
أبتي لساني في رثائك خانني
ما كنت قد وفيت حقًّا يغدق
ماذا أقول وهل كلامي منصف
في حق شيخ راسخ يتألق
معروفك السامي أنيسك في الثرى
وضياء قبرك في الدجى يتدفق
أما الذي قدمته من صالح
في جنة الفردوس فيها تعبق
قد كنت فينا قدوة محفوفة
بمكارم الأخلاق منها نعبق
كنت السراج ومن ضيائك نقتبس
علمًا وحلمًا ثم نورًا يشرق
كنت الحبيب معلما ترك الأسى
ما الحزن إلا شمعة تتحرق
يا أيها الجسد الذي سكن الثرى
كم كنت تُصلح بين من يتفرق
كنت العميد أبا إبراهيم ورافعًا
للواء عائلة الوهيد فيبرق
إن المنازل يا أبي قد أصبحت
قفرًا بفقدك أو خربًا لا ينطق
أما الزراعة يا أبي فتوحشت
سواد الحزن والأسى الفرقد
كادت أن تكون قفرًا مقفرا
لولا أخي الضرغام بعدك يرهق
كم كنت تشقى في الزراعة دوننا
والكل يجري هاربا يتملق
قد كنت لا نقوى لبعدك ليلة
كيف الخلاص لنا ونوم يقلق
اخترت لي من بين أسماء الورى
بدرًا فكنت له سماء تطرق
من بعد موتك صرت جرمًا معتما
لا بل محاقا في الفضا يتمزق
أين السعادة بعد فقدك والدي
غاب الهناء وصار يتما يحدق
رحماك ربي ليس غيرك ساندي
في محنتي بل في مصاب يؤرق
أبتي لقد جاورت ربًّا راحما
يجزيك روضًا من جنان تُعشق
- بدر بن محمد بن إبراهيم الوهيد