{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} إن من سنن الله عز وجل أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرها، والسعيد من وطن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئا إلا عيش الحياة الآخرة.
الشيخ عبد الله بن سلامة ولد بتاريخ 1-7-1358هـ ببلدة الصفرات الواقعة في محافظة ثادق عن عمر 80 سنة وتمت الصلاة عليه رحمه الله بمسجد الملك خالد.
ترعرع مثل أقرانه بين النخيل وسط رعاية واهتمام وخوف شديد من والدته بسبب طبيعة العيش في تلك الأيام قبل النهضة التي عاشتها المملكة عمل في الفلاحة مع أهله.
كان الشيخ عبد الله بن سلامة رجلا محبوبا، لم يقابل رجلاً درّسه أو عمل معه إلا ودعا له؛ كان معروفا بالحكمة في إدارة الأمور، والحزم في اتخاذ القرار، وكثرة الأصدقاء والمعارف. أبٌ حكيم، ومعلّم فاضل لأبنائه، وطلبته يصل معهم إلى علاقة أبعد من علاقة المدرس والطالب، لذلك كان العديد من طلبته على تواصل دائم معه إلى وفاته رحمه الله.
عرف عنه- رحمه الله- حبه لمساعدة الأقارب والأصدقاء والفقراء والشفاعة لهم حيث كان يتميز بشخصية محبوبة وقبول كبير من الجميع.
درس مبكرا ثم انتقل إلى الرياض للدراسة النظامية في دار التوحيد بالرياض صغيرا يقوم على حاجاته بنفسه ودرس أيضا على عدد من المشايخ في ذلك الوقت منهم الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي عام المملكة آنذاك ورئيس القضاة والشيخ ثاني المنصور ثم أشار عليه بعض زملائه للدراسة بدار التوحيد بالطائف حيث كانت الطائف في تلك الفترة العاصمة الصيفية للحكومة ولقربها من مكة فرحل إلى هناك عام 1376هـ.
درس في كلية الشريعة بمكة المكرمة قبل أن تتحول إلى جامعه أم القرى وكان من أساتذته الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبدالرزاق عفيفي والعديد من مشايخ الأزهر تخرج عام 1385هـ ثم التحق بالأزهر الشريف بكلية الشريعة والقانون لدراسة الماجستير ولكن ظروفه الأسرية أجبرته على التخلي عن حلمه، ومن أصدقائه الأوفياء معالي الشيخ محمد بن سليمان المهوس والأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله المقرن والأستاذ شبيب الجاسر والشيخ سليمان الساير والعديد من الأصدقاء ومن زملائه الذين عاصروه خلال فترة الدراسة في الطائف ومكة معالي الدكتور عبدالرحمن الجماز ومعالي الدكتور راشد الراجح الشريف
والأستاذ سعود العقيل والشيخ حمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله والأستاذ علي بن نوح رحمه الله وهم كثر.
عُيِّن معلمًا في مدينة الرياض في متوسطة فلسطين بحي الشميسي، وخلالها تم انتدابه إلى ثانوية الدمام لمدة ثلاثة أشهر. انتقل بعدها إلى متوسطة عمر بن الخطاب بحي سلطانة بالرياض؛ ليختتم بعدها حياة التعليم عام 1413هـ.
تخرج على يديه العديد من الوزراء والمسؤولين.
نعزي أنفسنا ونعزي أبناءه المهندس عبد الرحمن والمهندس سعد وإبراهيم وبناته هند وسارة وأسماء وحصة ولولوة ومشاعل ونوف وزوجته طرفة بنت ناصر السيف وجميع جيرانه وأصدقائه ومحبيه رحمه الله رحمة واسعة.
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان