م. عبدالعزيز علي الزنيدي
يوم الثلاثاء الموافق 21-3-1438هـ تلحف برداء حزين حينما توفي رجل المشورة والنصح.. في ذلك اليوم رحل عن الدنيا الزائلة المهندس حمد بن علي الزيدان بعد مرض عضال لم يمهله طويلاً.. رحل وفي سجله الكثير من المنافع المتنوعة للوطن وأبناء الوطن.. كان رحمه الله مستشاراً لا يجعلك بعد الاستشارة في تردد.. صاحب الجميع.. وابتسم للكثير وحل مشاكل لا حصر لها.. لم أشاهده يوماً وعلى وجهه علامات الشحوب أو التوتر أو الصخب.. بل كان رحمه الله خير مستشار لمن يعاني من مشاكل في بلديته سواء كانت المشكلة من الموظف داخل البلدية أو مراجع.. اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله.. اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
رحل المهندس وبقيت مآثره في قلوبنا عالقة.. رحل أبو علي ولم نحتفل في مناقبه المتعددة لانشغالنا في إداراتنا وهمومنا.. واليوم نبكيه بحرقة لا تطفئها الأماني والترجي.. رحل إلى جوار ربه والله خير الراحمين.. لم أقدم على المهندس حمد في مسألة إلا وكان الحلول الناجعة لديه حاضرة.. والنصيحة النافعة بالغة.. والمشورة الثاقبة جاهزة.. لم تغب عن محياه مظاهر البشاشة واللطف.. ولم يكتئب من حدث واجهه.. أو يتوتر من نقاش مع الزملاء، بل كان رحمه الله هو الوسيط الدائم لتقريب وجهات النظر بين الزملاء من رؤساء البلديات أو المراجعين أو أصحاب الحقوق من المقاولين.. حمد الزيدان مدرسة في الأدب وأستاذ في النصح وخبير في التصدي لتقلبات الأهواء ومواجهة العواصف البشرية وأصحاب المنافع.
رحل أبو علي في يوم الثلاثاء وبرحيله حل الألم والحزن في قلوب الكثير ممن عرفوا أبا علي.. رحل ونحن كلنا إيمان بأن كل نفس غير مخلدة وكل حي مصيره إلى قبر ينقله إلى دار البقاء.. رحل ولم يكن رحيله بالهين رغم إيماننا بأننا جميعا زائلون.. رحل بقلبه الطيب الذي يتقاطر حبا وعطفا وتصالحا مع الجميع.. رحمك الله أبا علي رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته، اللهم أنعم عليه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه وأمنه برحمتك من عذابه حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين.
أسأل الله الغفور أن يغفر لك خطاياك ويرزقك لذة النظر إلى وجهه الكريم.. اللهم ارزقه بكل حرف في القرآن حلاوة وبكل كلمة كرامة وبكل آية سعادة وبكل سورة سلامة ولا تضللنا بعده يا رب العالمين.. وصلى الله وسلم على سيد المرسلين.