صدقت مقولة وقسم الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- عن بسالة رجال الأمن، وحبّهم للإقدام وشجاعتهم مُنقطعة النظير، والذي قال فيها: «أقسم بالله، إنني لم أجد في يوم من الأيام واحداً منهم أصيب من الخلف.. إصاباتهم دائما في الوجه والصدر.. إنهم يقدِمون ولا يهربون».
بلى، لقد نظمّ الإسلام شبكة العلاقات البشرية برابطه الأعلى وهدايته -جل وعلا-، ولم يحرم أهلها منها، أو ينزعهم عنها، فحب الأهل والوطن والقبيلة ولاء فطري عام لا يتناقض مع الولاء الإسلامي، الذي يقتضي ألا يحب المرء إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحبّ ما أحبّه الله، ويبغض ما أبغضه الله، بعيداً عن عُقد الضالين والمتأخرين التي صنعت خطابات إجرامية لا علاقة لها بالإسلام وخيوطاً ذات مفاهيم مغلُوطة تركن إما إلى إفراط أو تفريط. لذلك فوجود الأمة الإسلامية، مُرتبط بوجودية هذا العقد الروحي في ولاء بني الأمة الواحدة، التي خالفتها التنظيمات الإرهابية، مُطبقة عقيدة «الولاء والبراء»، جهلاً وغلواً بالبراء من كل شخص لا ينتمي لهم، وبالتالي قتله أولى، كقتل الأقارب، الذي قدموه عما أسموه «نفير القتال»، وبالذات العسكريين منهم بما يخدم مخططاتهم المنحرفة وخلط السياقات والأحداث المُشوشة، وزرع القطيعة بينهم وبين مجتمعهم لينتج عنها عزلة شعورية، يمكنهم خلالها تمرير ما يريدون من أفكار إرهابية إلى عقول هؤلاء البسطاء.. فمن «معاداة أقرب المقربين لهم، ثم استهداف رجال الأمن منهم»، كما فعل الغامدي بقتل والده، ثم رفيقه عبد الله الرشيد، الذي اغتال خاله العقيد راشد الصفيان... ليخرج علينا عاقاً ومنحرفاً من المكتب لإعلامي لـ»ولاية البركة» بالتنظيم ودعوته لمؤيديه بالمملكة (من قبل) إلى البراءة من أهلهم وذويهم، مع التحريض الصريح على قتل الأقارب والأهل بحجة أن هذا العمل يُقوِمً الدين الذي من فعلهم براء.
لعل ولدنا البطل جبران عواجي قد ضرب بموقفه الشُجاع وبسالته في التصدي للإرهابيَّيْن ومحاولة فرارهما، رغم ارتداء «الإرهابيَّيْن» أحزمة ناسفة، وحملهما أسلحة رشاشة؛ ليُثبته الله من التصدي لهما، وقتلهما، وإن دل ذلك فها هو ذا إثبات على الخبرات التي يمتلكها منسوبو الأمن العام بالمملكة.
وأخيراً: بات الجميع يعلم من هم في صفحة الكذاب الأشر، لكن ما ذنب الأبرياء وهم في غياهب النسيان، كأن ذلك ليس من شأن بشر؛ فيستقى الإرهاب من دمائنا البريئة دون أن يذكروا «أكلت يوم أكل الثور...» فهنيئا لنا بكم، وهنيئا لكم بهذا الشرف، وبهذه المنزلة أيها الأبطال.
- إبراهيم بن جلال فضلون
Ibrahim.glal@gmail.com