د.عبدالعزيز الجار الله
يشكِّل النطاق الأكاديمي للجامعات - يشكل - الموزع الطبيعي للسكان وللجغرافيا الطبيعية، وهذا الذي سبب الاستغراب والتشكيك لدى البعض عندما أعلنت هيئة الإحصاء عن تجاوز منطقة الرياض (8) ملايين نسمة، ويرى البعض أن هذا الإحصاء التقديري مبالغ به على افتراض أن الإحصاء يخص فقط مدينة الرياض، والمعني هنا المنطقة بكل محافظاتها .
وحتى نفهم أو نصل لحقيقة سكان الرياض يمكننا الاستعانة بالتجمعات السكانية التي يشكلها النطاق الأكاديمي للجامعات حيث جاء مقسماً لسكان المنطقة وهي:
أولاً: جامعات مدينة الرياض: جامعة الملك سعود، جامعة الإمام، جامعة الملك سعود الصحية، جامعة الأميرة نورة، بالإضافة للجامعات الأهلية والكليات. وهي داخل النطاق العمراني لمدينة الرياض.
ثانياً: جامعة شقراء وتضم محافظات، غرب الرياض: شقراء، الدوادمي، القويعية، عفيف، حريملاء، ثادق، مرات، المزاحمية، ضرماء.
ثالثاً: جامعة الأمير سطام، وتضم محافظات جنوب الرياض: الخرج، الحريق، حوطة بني تميم، الأفلاج، وادي الدواسر، السليل.
رابعاً: جامعة المجمعة وتضم محافظات شمال وشرق الرياض وهي: المجمعة، الزلفي، الغاط، رماح.
وهذه النطاقات الأكاديمية لتجمع المجمعات الأربعة (جامعات الرياض وشقراء والأمير سطام والمجمعة) هي المقسم للسكان من أجل فهم جديد لسكان الرياض، حيث يقترب تعدد بعض نطاقات الجامعة من المليون نسمة وبخاصة في المساء، لأنّ هناك هجرة يومية متعاقبة بين الرياض ومحافظاتها تختلف بين النهار والمساء مثل مدن العالم الكبرى، وهو ما يفسر لنا حركة السكان والسيارات على طرق: مكة المكرمة والقصيم والخرج والدمام باتجاه المحافظات والمراكز.
إذن أصبح لدينا تجمعات أكاديمية نستطيع أن نقسم نواحي منطقة الرياض، ويمكن البناء عليها التقسيم الجغرافي ورسم الخرائط عبر التبعيات الجامعية، وهذا قد يعطينا آفاقاً جديدة في فهم سكان وجغرافية المحافظات، تعريفاً مختلفاً عن التعريف النمطي الذي كان يحد من التخطيط الحديث الذي يقوم على الكثافة السكانية الحالية، يضاف لها القيمة التاريخية للمدن والمحافظات، لكن معيار تعدد السكان والقرب من المدن الكبيرة وعواصم المناطق والمدن الإنتاجية الكبرى وطرق القطارات والبرية والمطارات الدولية والموانئ التجارية، هي من المعايير الأساسية لتنمية المحافظات والتصنيف الإداري.