«الجزيرة» - سعود الشيباني:
كشفت جولة ميدانية نفذتها «الجزيرة» داخل الفيلا رقم (6) التي آوت المطلوبين الأمنيين طايع الصيعري وطلال الصاعدي اللذين لقيا حتفهما على أيدي رجال الأمن أمس الأول في حي الياسمين شمال الرياض، عن وجود أغراض بسيطة في المكان، هي عبارة عن بطانيات ومفارش لم تُستخدم، بالإضافة إلى عبايات نسائية وقفازات سوداء، تستخدم للتخفي، وبعض المعلبات للأكل، في حين كان جهاز التلفزيون يعمل أثناء العملية. يُشار هنا إلى أن طلال الصاعدي سبق له محاولة السفر عبر أحد المنافذ وهو يرتدي زياً نسائياً وتم القبض عليه وسجنه قبل أن يطلق سراحه.
وتبين من خلال الجولة أن الفيلا لم تكن مؤثثة، وأن الإرهابيين يستخدمان غرفة واحدة من غرف النوم الأربع. والفيلا ضمن مجموعة فلل متشابهة، حيث حوّل الإرهابيان الفيلا إلى معمل لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، ومنها قفزا إلى المنازل الخلفية، قبل أن يرصدهما رجال الأمن. وساهم التطويق الأمني البارع، وإغلاق كافة المداخل والمخارج في الحي، في تضييق الخناق على الهالكين، وهو ما جعلهما يتوجهان إلى سيارة الأمن التي ظنا أنها في وضع التشغيل، بينما كان رجال الأمن قد ترجلا منها، وأخذوا مواقع مناسبة للمواجهة، حيث لم تستمر المواجهة بين الإرهابيين ورجال الأمن أكثر من عشر ثواني، حيث سجل رجل الأمن جبران عواجي موقفاً شجاعاً، عندما أفرغ رصاصات سلاحه في الإرهابيين اللذين كانا يحملان أحزمة ناسفة.
إلى ذلك تقلصت قائمة الـ9 المطلوبين في قضايا إرهابية بعد مقتل الخبير المتخصص في صناعة الأحزمة الناسفة طايع الصيعري إلى أربعة مطلوبين ما زالوا فارين من يد العدالة، حيث تنتظر المباحث العامة تمرير بلاغات من قبل المواطنين أو المقيمين على الرقم 990.
الجدير بالذكر أن عدداً من المواطنين القاطنين بحي الياسمين رصدوا جزءاً من بسالة وشجاعة رجال الأمن وملاحقتهم للهالكين الصيعري والصاعدي حتى قتلهما بالشارع بعد أن وضع رجال الأمن دورية أمنية كميناً للإرهابيين عندما وضعوا دورية أمنية بالشارع والابتعاد عنها من رجال الأمن، وعند محاولة الهالكين الفرار بالدورية تصدى لهم العريف جبران عواجي وعدد من زملائه وتم قتلهما. واستعاد مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين تصريحات للأمير الراحل نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- عندما قال إن جميع شهداء رجال الأمن من العمليات الإرهابية وعصابات المخدرات كانت الإصابات القاتلة لهم في الرأس والصدر، وهم مقبلون وليسوا مدبرين مما يؤكد مدى شجاعة وإقدام رجال الأمن، وكان ذلك مربوطاً بتداول المقطع الذي رصد اللحظات الأخيرة لنهاية الهالكين طايع سالم الصيعري والهالك طلال سمران الصاعدي صباح أمس الأول بحي الياسمين شمال العاصمة الرياض.