سعد الدوسري
بالأمس سردتُ لكم تجربة إيجابية عشتها شخصياً في فرع مرور الرياض بمعارض النسيم، والتي يعمل على فترتين، صباحية ومسائية، تماشياً مع ظروف المراجعين الذين لا يستطيع معظمهم الخروج من عمله لمراجعة الدوائر الحكومية. وربما يكون في ذلك المقال رد على بعض المسؤولين الحكوميين الذين يتهمون كتاب الأعمدة اليومية بتجاهل الإيجابيات والتركيز فقط على السلبيات.
إن من أكثر سلبيات الدوائر الحكومية أنها كانت تغفل دور البوابات الإلكترونية التي صار العالم كله يعتمد عليها في إنهاء شؤون المواطنين. وحين بدأتْ بعض الدوائر في تقديم الخدمات الإلكترونية، لم تعط المراقبة والتطوير والتقييم أية أهمية، وأصبحت البوابة بالتالي، «مثل قلتها»، وصار المراجعون يضطرون إلى تكبد عناء الذهاب إلى مقارها التي تخلو من المواقف ومن التعامل بالحد الأدنى من الاحترام.
إن تجارب الخدمات الإلكترونية لوزارة الداخلية ووزارة التجارة والاستثمار ووزارة العدل ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، على سبيل المثال تكاد تكون مرضية إلى حد ما، لكنها لا تزال بحاجة إلى تطوير، بالتعاون مع القطاعات الخاصة. ولعل ما شاهدته في فرع المرور، هو نتاج هذا التعاون، فالموظفون هناك هم موظفو قطاع خاص، عليهم وعلى إنتاجيتهم رقابة شديدة. ولو أن المرور يعمم نفس آلية الرقابة على العاملين في دورياته وأجهزته المنتشرة في الشوارع والأحياء، لكانت حالتنا المرورية مختلفة جداً، وحوادثنا أقل جداً.