أحمد المغلوث
لا يختلف اثنان على أن القاعدة الاقتصادية التي تشير إلى أن العملة الجيدة قادرة على طرد العملة الرديئة من السوق ممكن تطبيقها على الإعلام المعاصر، فالإعلام الجيد والصادق قادر على مواجهة وطرد الإعلام الرديء، بمعنى ان هذه القاعدة قابلة للتطبيق في دنيا الإعلام والصحافة وحتى الإعلام الحديث، ربما بسبب الصلة الوطيدة بين الحقيقة والواقع، فالإعلام الممتاز هو الإعلام المبني على الحقائق والوثائق خاصة في هذا الزمن الذي توفرت فيه للجميع كل سبل الحصول على الحقيقة عبر الآلاف من الوثائق، فالكتابات والأخبار والإشاعات الملفقة عن بلادنا والتي يسعى البعض من كتاب «عطني وأكتب عنك..! حولي وأغير الحقيقة»، والذين تربع بعضهم في قمة الإعلام العربي عبر صحف ومجلات عربية وغربية تصدر في دول عربية وحتى أجنبية خلال سنوات ماضية.. بل استطاع البعض منهم الوصول للكتابة في أكثر من صحيفة ومجلة في وقت واحد.. بل هناك وبدون تردد طلب ان تكون مكافأته بالدولار حتى لا يفقد فرق العملة، وعلى هامش دعوة عشاء في شقة باريسية قبل عقدين من الزمن كان أحد الضيوف يتحدث بكل صراحة ولا حياء أن ابنته تدرس في أمريكا، والتي كان من خلال كتاباته ينتقدها ويقول فيها اكثر مما قاله مالك في الخمر، فهو فضل دراستها في أمريكا لأنه مؤمن بان الدراسة هناك لها تميزها، وعندما قاطعه أحدنا كيف استطاع توفير تكاليف دراستها قال: نعم انها مكلفة ولكن هل تتصور انني ادفع هذه التكاليف وتلك المصاريف، انها يا حبيبي تدرس على حساب نظام عربي معروف..! وأضاف: أما شقيقها فهو أيضا يدرس على حساب نظام آخر ولكن في بريطانيا، ويبدو انه فضل الدراسة فيها لآمر (كيوبيد) فلقد أحب فتاة انجليزية ولا يستطيع البعد عن زمالتها..! فعلق المضيف وهو أيضا إعلامي معروف ويعمل في احدى المجلات العربية التي كانت تصدر في باريس وبتمويل من دولة عربية شهيرة، الا تلاحظ انك متناقض، ولك وجهان، وتكتب بعشرات الأقلام، بل انك بطريقة وأخرى تسوق لإعلام رديء، فنظر اليه وقال وهو يحتسي عصيره المفضل: يا صديقي بات الإعلام في هذا الزمن مثل السياسة تقودها في الطريق المصالح والمنافع. ارجع لما تكتبه في مجلتك الباريسية لولا الإعلانات التي تصلك من أكثر من دولة ولن اسميها هنا منعا للإحراج واحتراما لضيوفك..! لقمت بفتح ملفات مجهولة عن هذه الدولة وتلك.! فجأة قاطعه ملحق إعلامي في سفارة عربية قائلا: رجاء نحن الآن فضيافة أخوية، ورجاء عدم نشر الغسيل مهما كان نوعه أمام الضيوف.. كلاكما على حق.. مهما كانت التبريرات والنوايا..! ولكي اكون منصفا فيما اقول فإني أضيف أن الإعلامي العربي الصادق يكشف بنفسه زيف عملته الرديئة مهما حاول تسويقها أو نشرها. إننا في هذا الوقت بحاجة إلى المزيد من الوعي والشعور بالوطنية والعودة مجددا لشعارات الوحدة..!.
تذكرت ذلك وأنا اقرأ تغريدة لأحدهم المحسوب على الإعلام في دولة عربية وهو يشتم وطننا الحبيب وحسبي الله..!
تغريدة: ما حققه ابن الوطن الجندي الشجاع جبران عواجي بتصديه وقتله للإرهابيين يجسد بكل المقاييس ما يتمتع به كل جندي سعودي من شجاعة وبسالة، هكذا هم جنود الوطن تحية لهم.