إبراهيم الطاسان
لو أن الرئيس عبد ربه منصور هادي قرّر اختبار مدى صدق حيادية الممثليات الدولية، والمنظمات الأممية حيال اعترافها وانسياقها تحت ظل التعليمات والأنظمة الصادرة من الشرعية المعترف بها دولياً. استناداً إلى الأعراف الدولية وما سار عليه التقليد الدولي. من وجود مقرات ونشاطات الممثلات الدولية، والمنظمات الأممية في مدينة مقر السلطة الشرعية، وبما أن الحكومة الشرعية هي المسؤول الأول والأخير عن شعبها، وهي المسؤولة عن تأمين أمنه وغذائه وصحته، وهي التي تتوجه إليها أنظار مواطنيها وينصب عليها نقدهم وانتقادهم لأي تقصير قد يلحق بهم. وبالتالي تنعقد اتجاهات الإعانات والإغاثة الدولية بتوجيهاتها. وقد لاحظنا منذ هبوب عاصفة الحزم وما تلاها من عاصفة الأمل الهبتين اللتين كان سببهما أكثر من سبب. منها السطو المسلح على السلطة الشرعية من قِبل عصابات إيرانية الهوى والمستقبل، تستهدف السبب الثاني: نشر الفوضى والفتن في أرجاء المجتمع الخليجي ككيانات ومجتمعات. تؤازر بها مثيلاتها في لبنان والعراق وسوريا، لخلق سوار إرهابي إيراني حول مركز البيئة البشرية والجغرافية والثقافية والاجتماعية العربية. وسبب ثالث السيطرة على الممرات البحرية العربية في خليج وبحر العرب. ولأن المخاطر المتيقنة من هذا المشروع الإيراني المنفذ بالوكالة بواسطة أقليات هامشية، وجدت في المشروع الإيراني فرصة للخروج من دائرة الهامشية، أدركها زعماء الخليج وتطابقت نتائج قراءتهم لخطر مستقبل تغوّل هذه المليشيات مع قراءات الرئيس الشرعي لليمن الرئيس عبد ربه منصور هادي، فهبت عاصفة الحزم بحزم وعزم، لأن مخاطر الهبة وتكاليفها على المدى القصير والمتوسط أقل بكثير من تكاليف حماية الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية فيما لو أعطيت الفرصة لاختبار النوايا. لعلم وخبرة التجارب الماضية وواقع الحال المعاصر. إن إيران لا تضمر خيراً وليس من نواياها كف الأذى عن كل من تصل إليه يدها. نعود إلى لو التي بدأنا بها السطر الأول. ماذا لو أن الرئيس عبد ربه هادي أصدر تعليماته للممثليات الدولية والأممية بأن تنتقل لممارسة نشاطها الدبلوماسي والإغاثي للعاصمة المؤقتة (عدن) خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام. وألا يعتبر وجودها وجوداً غير مصرح به. ليبين المخلص من المتملص، حيث إن ممثليات وكالات الإغاثة الدولية بصنعاء بكل أسف تتوجه بنشاطها لخدمة الانقلابيين وليس الشعب اليمني الخاضع بحكم الإقامةلجبرية تحت سلطة مليشيات لا تملك سلطة مشروعة... وإن كان قرب الفرج. فإصدار مثل هذه التعليمات ستفرز الغث من السمين.