د. ناهد باشطح
فاصلة:
((الزراعة أقل تعبًا من الحصاد))
(حكمة ألمانية)
التغطية الإخبارية التي قدمها «تويتر» لبطولة «نادر الشراري» و»جبران عواجي» وكفاءة الجهاز الأمني لدينا عبر بطولة أولاده وضعت الصحف الورقية أمام حقيقة لا بد من الاعتراف بها، هي أن الزمن تغيَّر، ولم تعد الصحف الورقية أو النخب الاجتماعية والسياسية قادرة على مجاراة قدرة تويتر على تشكيل الرأي العام.
الصحفي المواطن لدينا لم يقدم شيئًا؛ لأنه ما زال مكبلاً بقيود الإرث الصحفي، بينما في العالم الغربي انطلق المواطن الصحفي منذ عام 2003.
إنما لدينا مواطن صحفي من عامة الناس، استطاع أن يبرز مؤخرًا، وهو الذي أسس أكثر من وسم، واستجاب المغردون لها في تويتر عبر «رجل أمن حي الياسمين»، «البطل جبران عواجي»، «مقتل إرهابيين بحي الياسمين»، «البطل نادر الشراري»، «شكرًا رجال الأمن العام».. وهنا تبرز أهمية أن يكون هناك تنظيم لصحافة المواطن، وإن لم نعترف بوجودها على الأقل فلننظر إلى ما فعلت باقي الدول المجاورة، التي أسست جمعيات لهذا النوع الجديد من الصحافة.
نعود إلى الصحف الورقية وتغطيتها لحدث إفشال العملية الإرهابية في حي الياسمين، فقد أدرجت بعض الصحف في مواقعها الإلكترونية الخبر، وكانت مصادرها وكالة الأنباء السعودية فقط، وصحف أخرى نشرت الخبر بدون ذكر اسم الصحفي الذي نشر المادة!!
وتساءلت: ماذا ستقدم الصحف الورقية بعد 24 ساعة تقريبًا من الحدث؛ إذ انتشر الخبر وتفاصيله بالصوت والصورة والتعابير المحمَّلة بعواطف الناس ومشاعرهم الإيجابية، وطالت التغطية في تويتر أدق التفاصيل، حتى صوت وتصوير المرأة التي صورت الحادثة بكاميرا جوالها.
سيدافع الورقيون عن المنتج الورقي، ويقولون «هناك جمهور ما زال يقرأ الصحف الورقية».. ولنتساءل بدورنا: كم نسبته؟ ولماذا - إذن - انخفضت معدلات الإعلانات في الصحف الورقية؟
من المؤكد أن انتهاء وهج الصحف الورقية مؤلم، لكن هذا مثل كل شيء في الحياة، يوجد لغرض ما، ثم يتجدد بسواه.
قيسوا هذه الفلسفة على حياتنا.. صداقاتنا.. تجاربنا، وأيضًا وسائل الإعلام التي تحتل جزءًا أكبر من حياتنا بفضل ثورة التكنولوجيا.
علينا ألا ندافع عن بقاء الإعلام الورقي؛ فهذا فيه مضيعة للوقت والجهد اللذين نحتاج إليهما حقيقة لتدشين مرحلة جديدة من إعلامنا.