سعد الدوسري
لو أن إرهابييْ حي الياسمين تمكنا، لا سمح الله، من الوصول للدورية الأمنية، فإلى أي هدف كان يمكن أن يصلا، خاصة أن جسديهما كانا مفخخين بأحزمة ناسفة؟!
إن بطولة رجل الأمن «جبران عواجي» في التصدي لهما، وقتلهما قبل أن يحققا هدفهما، أسهم، بفضل الله، في إنقاذ البلاد والعباد من عملية إرهابية، لا يمكن التنبؤ بحجمها وحجم ضحاياها وانعكاساتها على الأمن الوطني. ومثل هذه البطولة ليست جديدة على رجال أمننا الذين حققوا إنجازات لافتة، في مجال العمليات الاستباقية، وهذا ليس كلاماً إنشائياً، بل هو شهادة حقيقية، صرحت بها قيادات أمنية عربية وأوروبية وأمريكية. ونحن كمواطنين، نلمس أثر هذه العمليات على أرض واقعنا اليومي، من خلال شعورنا المستمر بالأمان، في الأسواق ومراكز الترفيه والطرق السريعة والمطارات، على الرغم من أن العالم كله يشتعل بالعمليات الإرهابية، في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
هنا، يجب أن نشيد بكل رجال الأمن الذين يضحون بأنفسهم يومياً، من أجل تنفيذ العمليات الاستباقية ضد قيادات وعناصر الإرهاب، خاصة رجال الميدان، الذين هم بحق صمّام العمل اليومي. كما أن إشادتنا يجب أن تمتد لجنودنا على الحدود، والذين يشكلون صماماً آخر لإيقاف المد الإرهابي الذي يسعى لاختراقنا، شمالاَ وجنوباً، براً وبحراً. وثمة جنود مجهولون، يسهمون في هذه الحرب اليومية، من خلال رفضهم لخطاب التطرف، ووقوفهم إلى جانب منهج بلادهم الوسطي؛ هؤلاء هم المواطنون.