يوسف المحيميد
لاشك أن شجاعة جبران في مقطع الفيديو الذي وثق وقفته الشجاعة ضد إرهابيين يحملان رشاشات وأحزمة ناسفة، تستحق منا الكتابة والإشادة بوطنيته أولاً، وبشجاعته ثانيًا، فهو رجل أمن حقيقي يؤمن بدوره الشجاع حتى وإن تعرضت حياته للخطر، وقد حظي هذا الرجل الشجاع وزملاؤه بما يستحقون من القيادة، ومن المجتمع بوقفته الصادقة، وإشادته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشجاعة جبران، وتقديم التحية والشكر له على ما قام به، وزميله نادر، من دور بطولي!
هذا الأمر طبيعي، سواء في المواقف الشجاعة لرجال الأمن، وحماية الأمن الداخلي بضرب الإرهاب، أو في ردود أفعال المجتمع تجاه هذه الشجاعة، لكن الأمر المهم هنا هو دور الميديا غير الرسمية بتسجيل ما حدث، سواء من خلال الفيديو الذي استعانت به كافة القنوات الفضائية، المحلية والأجنبية، ووثقته فتاتان مذهولتان بالحدث الحي أمامهما، أو بصورة فوتوغرافية للإرهابيين وهما يقفزان من أحد جدران المنازل بحي الياسمين، فهذا الدور الجديد لرصد الحدث، الذي نسف كل نظريات الإعلام، وما قام به من ملاحقة الإرهابيين بالكاميرا، هو دور مهم للغاية، يمكن تسجيله للمواطن الشاهد على الحدث، وتزداد أهميته بما يمكن القيام به من رصد هؤلاء قبل اكتشاف مواقعهم، بل والإبلاغ عنهم للجهات المختصة.
ما قامت به تلك الفتاة المفجوعة، من تصوير مشهد القضاء على الإرهابيين، حتى وإن كانت تصرخ بفزع وخوف، هو دور شجاع يجب أن تُشكر عليه، ففي مثل هذه المواقف الخطرة قد تطال شهود العيان رصاصة طائشة، خاصة أن الإرهابيين كانا يحملان رشاشات كلاشينكوف، فلو لم تسجل كاميرا جوالها الشخصي المشهد حيّا، لما عرفنا الدور الذي قام به رجلا الأمن، ولما تشرفنا جميعا بالاحتفاء بهما وشكرهما على بطولتهما!
إن الدور الذي يقع على عاتق المواطن في ملاحقة الإرهاب والإبلاغ عنه، وحتى توثيقه، هو دور مهم للغاية، خاصة أن هؤلاء المطلوبين للعدالة، قد يتنقلون بين مكان وآخر، فيسكنون منازل، ويستخدمون سيارات، وبالتالي يجب محاصرتهم، والتضييق عليهم، وملاحقة ومحاكمة كل من يسهل لهم هذا التنقل سواء بتأمين السكن أو وسيلة النقل، فلا يكفي حسن النوايا، بل يجب التثبت من هوياتهم، وسلامتها من التزوير، إنها خطوات يمكن لأي مواطن حذر، ويشعر بالمسؤولية تجاه وطنه وشعبه، أن يقوم بها، مما يحاصر الإرهاب ويجتث جذوره.