د.عبدالعزيز الجار الله
جبران عواجي يكتب تاريخاً جديداً في الإعلام عبر بطولته العسكرية الفذة، وعبر المواطنة التي وثقت الحدث بصور فيديو متحرك، وأيضاً عبر بثها تواً وحالاً للفضاء الإلكتروني دون أن تمرر على الرقيب الأمني والإعلامي والمونتاج والإيجاز التليفزيوني.
إذن لدينا في مواجهة الإرهابيين ياسمين الرياض يناير 2017م تاريخاً إعلامياً جديداً يسجل بطله: إدارة وحدة الإرهاب بوزارة الداخلية التي راقبت وتعقبت وهاجمت، وجندي شجاع واجه الموت بقلب صلب لحماية وطنه، ومواطن -رجل أو امرأة- صور بشجاعة وقرر بثه في فضاء الإنترنت باعتباره إنجازاً وطنياً، وصوت امرأة علقت على الحدث بشجاعة، ويأتي ليتمم مشهد العمل أبطال إعلام المؤسسات الصحفية عبر مواقعها الإلكترونية ومراسليها نشرات الصحف والتلفزيون وحديث المراسلين والمحللين وقراءة المتخصصين في قضايا الإرهاب والمجتمع.
هذا درس في الإعلام لمن اعتقد وربما توهم من يسحب البساط من الآخر في الوسائل الإعلامية ومن حيث المهنية والسرعة بين وسائل عدة: التويتر، والفيس بوك، والواتس أب، وسناب، والقنوات الفضائية، التلفزيونات والإذاعات.
الصحف المطبوعة، ومواقع الصحف المطبوعة، والصحف الإلكترونية، والأجهزة الذكية، وحتى أجهزة الاتصال غير الذكية عبر الرسائل، ما يجري هو تنافس بين وسائل الإعلام تنافس وسيلة، فالعالم -الناس- تحولوا إلى ناقلين للخبر ومراسلين وبالمجان وبدون حقوق مالية لدى مؤسسات الإعلام، لا يتلقى الناقل حقا ماليا ولا أدبيا إلا ما ندر، فمن يستثمر هذا الناقل؟
أيضاً استفادت المحطات والمؤسسات الإعلامية والصحفية من هذه (المرسلات) بتحويلها إلى مواد إعلامية ممنتجة وقابلة للنشر وأقامت لها برامج وصفحات وتعاملت معها كما تتعامل مع وكالات الأنباء ولكن بمجانية، وأصبح للمحطات والصحف مراسلين موثوق بهم تزيد من إشهارهم مقابل النشر.
تعيش المؤسسات الصحفية والقنوات والمحطات التليفزيونية -وهما بالمناسبة في مركب واحد- تنافس قوي مع عالم الفضاء المفتوح، هذا التنافس يفرض على الصحف والتلفزيونات القبول في الوسائل الإعلامية الجديدة والتسريع في إدخالها واستيعاب ثقافتها وعالمها الواقعي وغير الواقعي، المؤسسات الصحفية والتلفزيونات لديها جمع وسائل الإعلام الجديد لكنها مترددة في إعطائها المساحة والسرعة والثقة الكافية، لقناعة بعض المؤسسات حول العالم أنهم قادرون على امتصاص هجمة الإعلام الجديد أو انتظار المتغيرات، هذا التردد سيفوت على المؤسسات مكاسب مالية وجماهيرية.