سامى اليوسف
العنصرية نبتة شيطانية، لا خير فيها، مرفوضة من كل الأديان والقوانين، أساسها التعصب ( أبو الأمراض)، تزرع الكراهية، وتحصد الفتنة والفرقة، تفكك لحمة المجتمع، وتفتُّ في عضده، وهي الطارد الأول للعدالة الاجتماعية.
في الرياضة، سعت اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا إلى تجريم «العنصرية»، فالأخير يكافحها بـ»لجنة» وقوانين صارمة، ويتخذ أشد العقوبات ضد اللاعبين والمسؤولين والفرق والجمهور.
يقدم لنا «تويتر» مسحاً أخلاقياً لمسؤولي الاتحادات، والأندية، واللجان، فيكشف لنا فكر واتجاهات وشخصية من نحن بصدد التعامل معه، وهكذا فعل مع رئيس اتحاد كرة الطائرة المُعين حديثاً، يقول المغرد خالد المزروع: «كانت تغريدات رئيس اتحاد الطائرة 5360 تغريدة تقلصت لـ5152 ، منها 208 تغريدات مسيئة للهلال تم حذفها!، ولم تنته الإساءات»، ويعلق الإعلامي الدكتور عايض الحربي «دكتواره في الصحافة»: «لا أدري ماذا سيقول للاعبي منتخب الطائرة الذين يمثلون الوطن وجلهم من الهلال».
إلاّ أنّ المؤلم حقاً في تلك التغريدات المسيئة ما تضمنته من وصف عنصري بغيض ينضح سخرية وتهكماً بحق لاعب الهلال ومدربه السابق، سامي الجابر مدرب الشباب الحالي، كشف عن حالة نفسية يعاني منها المسؤول الجديد في رياضتنا - مع الأسف - سواء في فكره وتعامله مع الآخر من خلال لغة يفوح منها الكبر، والتمييز العنصري، وحوار سقيم لا يقبل الآخر، أو يحترمه، متناسياً أن التمييز العنصري قد سحقه الإسلام بقوله تعالى في سورة الحجرات: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
الأدهى والأمر أنّ الرئيس الجديد بعد أن أقفل حسابه، وانشغل لمدة يومين في حذف تغريداته المسيئة للهلال، والهلاليين، والإسطورة سامي الجابر، خرج على الملأ بتغريدة اعتذار وليته لم يفعل، حيث كان اعتذارًا مبتورًا يعكس مكابرة، ولم يجسد ثقافة الاعتذار كما ينبغي أن يتحلى بها الرياضي الحقيقي، وتحفز المتضرر للتسامح أو التصالح معه.
هنا حري بنا أن نسأل عن آلية ترشيح بعض الشرفيين المتعصبين أمثال رئيس اتحاد الطائرة للمناصب الرياضية القيادية؟، وما هي المعايير التي تم على ضوئها ترشيح المذكور؟، وهل يجيز النظام التراجع عن ترشيح بعض رؤساء الاتحادات في حال اكتشاف عدم جدارتهم لتبوأ هذا المنصب؟.
نسأل، ونتمنى أن نقرأ تعليقاً فيه من «الشفافية» يضع النقاط على الحروف، فالوسط الرياضي لا ينقصه المزيد من الاحتقان، أو مثيري التعصب، أو زارعي العنصرية .. خاصة وأن مسؤولي الأندية قد تثير فيهم مثل هذه الخلفية السوداوية القاتمة عن فكر المسؤول وتوجهاته الريبة والشك إزاء تعاملاته مع قضايا أنديتهم، أو الانحياز لفريقه المفضل الذي يحمل صفة الشرفي فيه وتوشح بشاله ذات يوم، أو التوتر خوفاً من تأثر الجمهور بهذا الفكر، أو عدم تطبيق العدالة في قضايا تمس نادي الهلال على وجه التحديد، لاسيما وهو الذي لم يقدم اعتذارًا صريحاً للهلال والهلاليين، بالرغم من أن الإساءة لم تطل سوى الهلال ونجمه سامي الجابر !.
نعود إلى الوراء، تحديدًا في موسم 2015، ونُذكّر القيادة الرياضية بالموقف الحازم، والمعالجة الفورية لملك الحزم، خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، الذي أمر بمنع عضو شرف بأحد الأندية من المشاركة في الأنشطة الرياضية، بسبب كلمات عنصرية قالها خلال مداخلة هاتفية ضد أحد الزملاء في أحد البرامج، فمثل هذه التجاوزات خطيرة، وآثارها وخيمة كما كتبت في المقدمة، ويجب التصدي لها بحزم لا تهاون، أو تردد فيه.
أخيـرًا ،،،
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري.