جاسر عبدالعزيز الجاسر
الشهداء الإماراتيون الخمسة الذين انضموا إلى قلادة الشهداء الذين يضحون بأرواحهم لخدمة الإنسانية، ويعملون لتخفيف آلام البشر دون النظر لانتماءاتهم القُطرية أو الدينية والمذهبية.. الشهداء الإماراتيون الخمسة الذين روت دماؤهم الأراضي الأفغانية لم يذهبوا ليقاتلوا أو يحاربوا ضمن فريق أفغاني ضد آخر، بل ذهبوا إلى أفغانستان لتقديم الدعم والمساعدة، تركوا بلادهم وأسرهم وأرضهم لينقلوا المساعدات الإماراتية إلى أشقائهم في الإنسانية في أفغانستان. ورغم علمهم بأن الأخطار تحيط بهم، فإنهم لم يترددوا ومعهم سفير دولة الإمارات العربية في أفغانستان السفير جمعة الكعبي أن يذهبوا إلى ولاية تعد من أخطر الولايات في أفغانستان، إذ تعد قندهار مركزاً لكثير من العمليات الإرهابية ومركزاً للإرهابيين في بلد تمزقه الحروب وتنتشر فيه التفجيرات الإرهابية.
الشهداء الإماراتيون دبلوماسيون متخصصون بالعمل لتوزيع ونقل المساعدات ودراسة المشاريع الإنسانية والتنموية للبلدان المحتاجة، وهؤلاء الدبلوماسيون الشهداء والذين دخلت أسماؤهم السجل الشرفي للدبلوماسيين العرب وبالذات الإماراتيين لا بد أن نتذكرهم بكثير من التقدير، وأن يقترن تذكرهم بالرحمة لهم والدعاء لمحمد البستكي وعبدالله الكعبي وأحمد المزروعي وأحمد الطنبجي وعبدالحميد الحمادي. وهؤلاء فعلاً يستحقون الدعاء لهم وطلب الرحمة من الرحمن الرحيم الذي يعلم بأنهم كانوا يسعون لمساعدة الناس وخدمة الضعفاء والأطفال المحتاجين، وكانت المهمة التي كانوا ذاهبوا لتنفيذها في قندهار قبل أن يلاقوا مصيرهم المكتوب هي برنامج دولة الإمارات لدعم الشعب الأفغاني والتي شملت وضع حجر الأساس لدار خليفة بن زايد في الولاية والتوقيع على اتفاقية مع جامعة كاردان للمنح الدراسية على نفقة الإمارات، إضافة إلى وضع حجر الأساس لمعهد خليفة بن زايد للتعليم الفني في العاصمة كابول بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
العملية الإرهابية الإجرامية اغتالت الإنسانية ومن يعملون لمساعدة أفغانستان وإعانتها للعودة إلى الحياة الطبيعية، وهو ما لا يريده الإرهابيون بجميع الدول الإسلامية، وهؤلاء الذين لا يريدون الخير للإنسانية جمعاء فجروا المكان الذي كان يحتضن عشاءً رسمياً تكريماً للوفد الإماراتي والذي تسبب في استشهاد أثني عشر من ضمنهم خمسة دبلوماسيين من دولة الإمارات العربية، إصابة العديد من الحضور من بينهم السفير الإماراتي جمعة محمد الكعبي.
رحم الله شهداء الإنسانية، شهداء الدبلوماسية الإماراتية التي أضافت إلى سجلها المشرف صفحة جديدة مضيئة لهذه الدبلوماسية التي تسهم في نشر الخير وتضميد الجراح ولن تثنيها الأعمال الإرهابية الإجرامية التي لا تستهدف إلا الخيرين، وهي شهادة وإن لم نطلبها تؤكد جودة وتفوق دولة الإمارات العربية في تقديم الدعم للإنسانية جمعاء.