سلطان بن محمد المالك
فن الاسترخاء والتأمل من الفنون القديمة التي مارسها الإنسان منذ آلاف السنين، حتى أنه أصبح لها الكثير من المدارس والأنظمة والاستراتيجيات التي تساعد الإنسان على إتقان تلك الفنون، واليوم أدرك قطاع الأعمال خصوصا في الدول الغربية الأهمية الكبيرة والنتائج العظيمة لهذا الفن الذي يركز على إراحة الجسم والعقل على زيادة إنتاجية العاملين.
ففي الماضي كان العاملون يمارسون مثل هذه الرياضة بسرية تامة خشية أن يصنفوا كأشخاص غريبي الأطوار، غير أن مثل هذه السلوكيات باتت تتغير الآن وأصبحت تمارس بكل حرية في المكتب في وقت يراه الموظف أنه في حاجة ماسة إليه، بل وفي أحيان كثيرة تعقد دورات جماعية في نهاية الأسبوع لتدريب الموظفين على إتقان مثل هذه المهارة.
ويوضح ‹›ستيفن بلمير›› مدير وحدة علم النفس التدريبي بجامعة سيتي في لندن، أن التأمل يحمل فائدة عظيمة لمن يعاني من ضغوطات العمل، ويستطرد قائلاً: ‹›أثبت علميا أن للتأمل دورا هاما في التخلص من القلق وبث روح التفاؤل وتعزيز الأحاديث الإيجابية، هذا إلى جانب قدرته على تخفيف الألم وخفض ضغط الدم››.
والتحدي الأكبر الذي يواجهه الأشخاص ممن يرغبون في ممارسة التأمل والاسترخاء هو إيجاد وقت مناسب لممارسته في يوم مزدحم بالأعمال بحيث لا يؤثر الأمر على سير العمل.
وينصح بأن يستغل الشخص وقت الصباح الباكر في التأمل والاسترخاء وهو وقت يكون فيه الذهن صافياً وغير مشغول. والنتيجة طبعا ستكون راحة وصفاء الذهن علاوة على أن مستوى التفكير والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة سيكون أفضل.
كما يجب التأكيد على أن التأمل ليس عملية يستطيع أن يتحكم الشخص بسرعتها فلا تتوقع نتائج جاهزة، إنما السر هو الممارسة المستمرة والمواظبة والمثابرة والاجتهاد ولا ننسى العزم فهو مهم جدا إنها لمسات تعين الموظف على إلقاء روتين العمل وراء ظهره والتخلص من القلق الذي يؤثر حتماً وبطريقة سلبية على حياتنا وتحسين علاقاتنا بالآخرين وغلق الطريق أمام الأفكار المتعبة، لهذا يجب علينا أن نتقن فن التأمل والاسترخاء الذي يعيد للجسم توازنه الجسدي والنفسي.
وبكل تأكيد لن تنجح هذه الطريقة في حال وجود بيئة عمل غير صحية بما فيها رؤساء متسلطون على العاملين.